Menu
21:22تفاصيل جديدة عن منفّذ هجوم نيس بفرنسا
21:20الأوقاف بغزة تغلق مسجدين في محافظتي غزة ورفح
21:19حماس تُعلن تضامنها مع تركيا بعد الزلزال الذي تعرضت له مدينة "إزمير"
18:37وفاة شاب غرقًا في خانيونس
18:26حشد تطالب شركة جوال بتخفيض أسعار الخدمات للمشتركين
18:11زلزال قوي يضرب ولاية إزمير التركية
18:10الحركة الإسلامية بالقدس تدعو لإحياء الفجر العظيم ورفض أوامر الهدم
18:07اشتية: على أوروبا ملء الفراغ الذي تركته أميركا بتحيزها لإسرائيل
18:00بالصور: حماس تدعو للانضمام إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية
17:58خلافات لبنانية إسرائيلية بشأن ترسيم الحدود البحرية
17:57لا إصابات في صفوف الجالية الفلسطينية بتركيا جراء زلزال إزمير
17:55إصابة شاب بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية
17:54الاحتلال يعتدي على المواطنين قرب باب العامود
17:53وفاة شاب غرقا في بحر خانيونس
17:52الخضري: خسائر غير مسبوقة طالت الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال و"كورونا"
ارتفاعًا حادًا بعنف وجرائم المستوطنين والجيش

"بتسيلم": أبريل شهد ارتفاعًا حادًا بعنف وجرائم المستوطنين والجيش

أرض كنعان

أكدت منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أن آفة عُنف المستوطنين تزيد وتتفاقم دون وجود حل أو تحرك جدي من قبل جيش الاحتلال، إذ بلغ عدد الاعتداءات التي نفذها مستوطنون خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر نيسان ثمانية موثقة، الكثير منها دون تغطية إعلامية أو تحقيق من قبل سلطات الاحتلال.

وقالت المنظمة في تقرير صادر عنه بهذا الشأن: إن من بين اعتداءات المستوطنين على فلسطينيّين لم يحظ بتغطية في وسائل الإعلام سوى ذلك الذي حدث في (في منطقة البحر الميت)، حيث تعرّض فلسطينيّون لاعتداء، إضافة إلى حرق سياراتهم على أيدي مجموعة من المستوطنين، لكنّ هذه الحادثة لم تكن سوى واحدة من 8 اعتداءات جسديّة تعرّض لها فلسطينيّون خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر نيسان الذي تفاقمت خلاله آفة عُنف المستوطنين بشكل حادّ في جميع أنحاء الضفّة الغربيّة.

وتابعت "منذ اندلعت أزمة الكورونا تفاقم عُنف المستوطنين في خدمة جيش الاحتلال ضدّ الفلسطينيّين في أنحاء الضفّة الغربيّة، رغم تقييد الحركة والإغلاقات وسلسلة إجراءات العزل الاجتماعيّ المشدّدة التي اتّخذتها إسرائيل.

ووثّقت "بتسيلم" 23 هجوماً شنّه مستوطنون في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر نيسان (حتى 22/ 4) استمراراً لهجمات شهر آذار التي بلغت 23 وفق ما وثّقت بتسيلم، ومنها 11 حدثت في النّصف الثاني منه، بعد أن كانت إسرائيل قد فرضت قيوداً مشدّدة على الحركة والتّجمهُر.

وجاء في التقرير، إنه لأجل المقارنة بلغ عدد الهجمات الموثقة 11 خلال شهر كانون الثاني و12 خلال شهر شباط. وتشمل هذه الهجمات اعتداءات جسديّة بالغة القسوة استخدم المستوطنين خلالها الهراوات والبلطات والصّادمات الكهربائيّة والحجارة والكلاب، وأحياناً كان جزء من المهاجمين يحمل سلاحاً ناريّاً، هذا إضافة إلى إتلاف الممتلكات بما يشمل مهاجمة منازل وإتلاف وإحراق سيّارات وإتلاف واقتلاع أشجار ومزروعات أخرى وسرقة مواشٍ.

وأفاد تقرير المنظمة: "تعمّ آفة عُنف المستوطنين جميع أنحاء الضفّة الغربيّة ولكنّها تبرز على وجه خاصّ في عدد من المحاور: المنطقة المجاورة لمستوطنة "مزرعة معون" في تلال جنوب الخليل والتي جرى توسيعها مؤخّراً، منطقة مستوطنة "شيلا" وكتلة البؤر الاستيطانيّة المحيطة بها والتي تطال هجمات مستوطنيها القرى الفلسطينيّة المغيّر وترمسعيّا وقريوث وقُصرة وغيرها، وكذلك المناطق المجاورة لمستوطنة "حلميش" التي أقيمت قربها مؤخّراً بؤرة استيطانيّة جديدة".

وأكد المركز أيضًا أن هناك اعتداءات لم تشملها المعطيات أعلاه، حيث يضيّق المستوطنون على الرّعاة والمزارعين الفلسطينيّين في مناطق الأغوار القريبة من مستوطنات "ريمونيم" و"كوخاف هشاحر"، كما في تلال جنوب الخليل، هذا إضافة إلى أنّ المستوطنين يسوقون قطعان أبقارهم وأغنامهم للرّعي في حقول زراعيّة يفلحها فلسطينيّون، خاصّة في منطقة الأغوار، وهذا يحدث يوميّاً.

وقال التقرير: "إن حادثة اعتداء المستوطنين على فلسطينيّين في "متسوكي دَرْجوت" (في منطقة البحر الميت)، وإحراق سيّاراتهم على يد ثلّة مستوطنين جلبتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي كجزء من عملية عزلهم بسبب الكورونا إلى المكان في 13 نيسان، تتحمل هي مسؤولية هذا الاعتداء، لكنّ هذه الحادثة لم تكن سوى واحدة من 8 اعتداءات جسديّة تعرّض لها فلسطينيّون خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر نيسان واحدة من أكثر هذه الاعتداءات وحشيّة تعرّض لها فلسطينيّون من مخيّم الجلزّون بعد أيّام عدّة، في 16/ 4، حين خرج عيسى قطاش وشقيقه موسى مع عائلتيهما في نزهة إلى أراضيهم الواقعة في منطقة قرية جيبيا، واعتدى عليهم مستوطنون بالضرب الوحشيّ، ما استدعى إخلاء الشقيقين للعلاج الطبّي".

وحسب "بتسيلم"، استمرّ المستوطنون في ضرب عيسى قطاش لفترة طويلة حتى صدعوا عظم ساقه، وكسروا اثنتين من أسنانه الأماميّة. ولأنّ المستوطنين بصقوا عليه أيضاً أرسلته السّلطة الفلسطينيّة إلى العزل الصحّي خشية أن يكون قد تعرّض أيضاً لعدوى الكورونا، ما أجبره على معاناة آثار الاعتداء الصّادم وحيداً بعيداً عن أفراد أسرته، وفي 21 نيسان الجاري أُخلي سبيله من منشأة العزل الصحّي ويستكمل فترة العزل في منزله.

وسرد تفاصيل الإعتداء عيسى قطاش في إفادة أدلى بها في 18 نيسان أمام باحث بتسيلم الميدانيّ إياد حدّاد، واصفاً لحظات الرّعب التي مرّت به قائلاً: "بالكاد تمكّنت من حماية رأسي ووجهي من الضربات. تلقّيت ضربة قويّة على فمي وأحسست أنّ أسناني الأماميّة قد تحطّمت. أحسست الدماء تنزف داخل فمي وعلى وجهي، كنت أصرخ وأستغيث: حبّاً بالله، ماذا فعلت لكم، ألا توجد في قلوبكم رحمة؟ أنتم تقتلونني، ارحموني! لكنّ أحداً لم يستمع إليّ".

وتابع "في هذه المرحلة، عندما انهرت وخارت قواي تماماً كبّلوا يديّ خلف ظهري بواسطة حبل ثمّ صوّب مستوطن سلاحه نحو رأسي وسحب الزناد وكأنّه يريد إطلاق الرّصاص على رأسي".

وأفاد "عندئذٍ صرت أُردّد الشهادتين لأنّني أدركت أنّني على وشك أن أموت، واصل المستوطنون ضربي وشتمي والتهديد بقتلي، في لحظة ما رفعوني عن الأرض وبصعوبة شديدة تمكّنت من الوقوف على رجليّ، أحسست أنّ ساقي اليسرى مكسورة، لكنّهم أجبروني على المشي، كنت أعرج وهم يقتادونني بين المزروعات ثم الصخور والأشواك، من حين إلى حين كنت أقع أرضاً فيرفعوني المستوطنون ويُكملون دفعي رغماً عنّي".

وأكد المعتدى عليه أنه كان  "في حالة يُرثى لها، الدم ينزف من فمي؛ انتفاخ عينيّ يزداد مع كلّ خطوة أخطوها حتى أنّني بالكاد استطعت أن أفتحهما؛ حلقي كان جافّاً وشعرت أنّني سأموت من العطش، ونفسيّاً كنت محطّماً، كنت في حالة صعبة جدّاً. الله وحده يعلم. طوال الطريق كانوا يواصلون شتمي وضربي لطماً ولكماً، وكذلك بصقوا عليّ".

وقال "بتسيلم": "بالإضافة إلى الاعتداءات الجسديّة تضمّنت معظم الهجمات العنيفة الأُخرى التي شنّها المستوطنون خلال شهر نيسان طرد مزارعين ورُعاة بالقوّة، منع الدخول إلى الأراضي وإلحاق أضرار بالمزروعات، فيما مضى من شهر نيسان حتى الآن أتلف المستوطنون مئات الأشجار: ما يقارب 180 شجرة زيتون في أراضي قريتي ترمسعيّا والمغيّر، ونحو 30 شجرة في قريوث ونحو 50 في راس كركر ونحو 15 في التواني ومئات الأشجار والأغراس الأُخرى في أراضي قرية الخضر".

وأكد أن "هذا العُنف جزء من استراتيجيّة ينفّذها المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي يداً بيد، وبمنهجيّة دؤوبة، حيث الهدف هو دحر الفلسطينيّين دونماً بعد دونم عن الأراضي التي يفلحونها أو يرعون فيها مواشيهم والاستيلاء عليها حقلاً حقلاً، كرماً كرماً ومرعىً مرعى".

وقال المركز أيضًا "هكذا تنقل اسرائيل مصادر رزق ومعيشة شعب إلى أيدي شعب آخر. وعُنف المستوطنين هو الذراع الخاصّة غير الرسميّة التي تستخدمها إسرائيل، كي تحقّق بالتدريج هذا الهدف في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الغور وباقي الضفة الغربية بتوسيع المستوطنات لتبتلع أكبر قدر من الأراضي من ايدي الفلسطينيين".