بقلم : أحمد المدلل
تغمرنا سعادة روحية بقدوم شهر رمضان المبارك والذى يغير طبائع حياة الانسان المسلم الى الافضل ...تمنينا ان نستقبله فى حال أفضل مما نحن فيه ... ولكنها أقدار الله ... التى جعلت العالم كله فى محنة كبيرة جرّاء جائحة فيروس كورونا التى أصابت البشرية ... ولا يفيد فى مواجهتها والوقاية منها الا العزل المنزلى والتباعد الاجتماعى...فلتكن لحظات العزل التى نعيشها فى بيوتنا خلوة لنا مع الله لتطهير القلوب وتزكية الانفس ولتحقيق الغاية المَرْجوّة التى من أجلها فُرض علينا الصيام وهى التقوى " لعلكم تتقون" ... كما أكدت الابحاث العلمية أن مناعة الانسان عند الصيام تَقْوى حيث تزيد كميات الكرات البيضاء المناعية وهى خط الدفاع الاول أمام الأجسام الغريبة من بكتيريا وفيروسات تصيب الانسان والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا ذلك بقوله "صوموا تصحوا" ... نستقبل شهر الصبر والعزيمة القوية والارادة الصلبة التى نهزم بها الشياطين والاعداء والامراض .. انه شهر المواساة والتكافل والعطاء والبذل والجود والصدقات ومضاعفة الاجر والثواب وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون فى رمضان ..."شهر رمضان الذى أُنزل فيه القران" أنيسُنا ومُؤْنسُنا "القران الكريم" نقرأ اياته ونتمعن فيها ونفهم معانيها ونُبحر فى عالمها حتى نزداد طمأنينةً وأمناًوأماناًوثقةً بأن الله معنا ولن يتركنا نواجه الخطوب والمصائب التى تُحيط بنا من كل جانب لوحدنا فهو خالقنا ورازقنا وحامينا وراعينا وواقينا ... فما أحوجنا الى قوة الله وقد ضعفت قوة البشر وانهارت كل قوى الارض أمام عدوّ لا يُرى بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر الضوئى ... يُمثّل شهرُ رمضان أعظم فرصة لنا ونحن ننعم فى هذا الفراغ أن ننعتق من دنيا أشغلتنا وأتعبتنا لنُشغِل أنفسنا بما يُقرّبنا الى الله من فرائض ونوافل وواجبات نؤديها .. ونطلق ألسنتنا بالذكر والتسبيح ... ولنتوجه الى الله فى لحظات صيامنا بالدعاء ( وكما بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ان دعاء الصائم لا يُرد) نسأله سبحانه أن يحمينا وينقذنا والبشرية جمعاء من البلاء والوباء .. ولنَشعر جميعا ان هذه المحنة التى ألمّت بنا انما هى منحة لنا من الله والخيرة فيما اختاره الله ولا يحدث فى أرض الله الا ما أراد الله ... واذا مثل فيروس كورونا لنا تهديدا فلتكن فترة العزل والحجر البيتى لنا فرصة من اجل تمتين العلاقة مع الله والالتجاء اليه سبحانه حتى يتنزلَ علينا برحمته الواسعة ويَصرفَ عنا وعن شعبنا وعن أُمتنا والانسانية هذا البلاء الذى يحيط بنا جميعا .