أرض كعان
تستعد بلدة قصرة جنوب شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة للتحلل قليلًا من وطأة حصار فيروس كورونا الذي أصاب ثلاثة من أبنائها قبل ثلاثة أسابيع، لكنّها تحتاج مزيدًا من الوقت للخلاص من حصار الاستيطان المزمن.
وخلال الأسابيع الأخيرة، وبينما كانت قصرة تشهد إجراءات مشددة على الحركة لمنع تفشي وباء كورونا، وجد المستوطنون فرصتهم لمواصلة اعتداءاتهم ضد البلدة، مستغلين ضعفها الطارئ.
وسجلت قصرة أول إصابتين بفيروس كورنا في الثالث من أبريل/نيسان الجاري، تبعهما إصابة ثالثة؛ لتدخل البلدة إجراءات صارمة لمنع تفشي الوباء.
وشجّعت هذه الأوضاع الاستثنائية المستوطنين على مواصلة اعتداءاتهم، مستغلين التزام الأهالي بيوتهم.
ويقول الناشط في مقاومة الاستيطان بقصرة عبد العظيم وادي لوكالة "أرض كنعان" إنّ الظروف الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا لم تحدّ من هجمات المستوطنين واعتداءاتهم.
ويضيف وادي "بينما أبدى الأهالي انضباطًا كبيرًا بإجراءات تقييد الحركة، كان المستوطنون منفلتون من عقالهم، ومارسوا عربدتهم المعتادة".
وهاجم مستوطنو مستوطنة "ايش كودش" في السادس من الشهر الجاري أطراف البلدة الجنوبية، واعتدوا على أحد رعاة الأغنام، قبل أن يهب الأهالي ولجان المقاومة الشعبية لصد الهجوم، واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال.
ويبيّن وادي أن هذا الاعتداء جاء ضمن سلسلة اعتداءات ممنهجة يشنها مستوطنو "إيش كودش" في سعيهم للاستيلاء على التلال القريبة من المستوطنة في الجهة الشرقية الجنوبية من البلدة.
ويؤكد أن أهالي قصرة نجحوا بالمواءمة بين الالتزام بالإجراءات الوطنية لتقييد الحركة، والتصدي لهجمات المستوطنين.
حصار مضاعف
ودخل الاحتلال على خط الحصار والتضييق على البلدة، مستغلًا انتشار وباء كورونا مبررًا لذلك.
وتغلق قوات الاحتلال المدخل الرئيس للبلدة بالمكعبات الإسمنتية، كما تعمل على سد الطرق الفرعية والفتحات التي تربط البلدة بمحيطها.
ويقول وادي "تواصل جرافات الاحتلال يوميا إغلاق أي ثغرة يحدثها الأهالي في الجهة الشرقية للوصول إلى بلدات عقربا ومجدل بني فاضل ودوما والأغوار".
ويتسبب إغلاق هذه الطرق بأعباء إضافية على المواطنين، لا سيما المزارعين الذين يتوجهون بجراراتهم الزراعية إلى أراضيهم لفلاحتها، حيث يضطرون لسلوك طرق أطول وتكبد تكاليف إضافية.
ويشير الناشط في مقاومة الاستيطان بقصرة إلى أن العنصرية الإسرائيلية تجلت خلال الأزمة في إغلاق الطرق الفرعية المؤدية إلى الشارع الرئيس شرقي البلدة أمام المواطنين، وفتحه أمام مستوطني "مجدليم".
ووزع الاحتلال منشورات موجهة للأهالي في المنطقة تدعي أن إغلاق هذا الطريق أمامهم يهدف لحمايتهم من وباء كورونا.
وتعتبر قصرة من البلدات المنكوبة بالإستيطان، وتحيط بها ثلاث مستوطنات، هي: "مجدليم" و"ايش كودِش" و"إيحيا"، وهي تتوسع على حساب أراضي البلدة والبلدات المجاورة.