أرض كنعان
ثمانون عامًا ويزيد .. انتكاسات صحيّة واحدة تلو الأخرى، أمراض في القلب والمعدة والعيون، وليس أخيرًا سرطان يُصيب جسده الضعيف، حتى لم يعد يقوى على المشى والحركة لخطواتٍ بسيطة .
الأسير " الشوبكي "، وهو أكبر الأسرى سنّاً، والمُلقب بـ "شيخ الأسرى"، اعتقله قوات الاحتلال عام 2006، وقضت محكمة إسرائيلية بسجنه 20 عاما، ثم خفضت لاحقا إلى 17 عاما، بتهمة المسؤولية عن محاولة تهريب سفينة تحمل على متنها أسلحة رشاشة، وصواريخ، ومواد شديدة الانفجار، والتي عرفت بسفينة " كارين أيه " .
ويعاني الأسير المسن من عدّة أمراض في القلب والمعدة والعيون، وسرطان البروستاتا، إضافة إلى استئصال إحدى كليتيه ما ضاعف ذلك من معاناته وأوجاعه داخل السجون، ورغم ذلك ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه بشكلٍ مبكر .
ويقول ابن الأسير، حازم الشوبكي " إن العائلة تعيش حالة خوفٍ حقيقة وقلقٍ دائم، نظرًا لتدهور وضع والدي الصحي، ونُطالب المؤسسات الرسمية والحقوقية والدولية للتدخل الفوري للضغط على الاحتلال للإفراج عنه " .
وعند اعتقال الأسير اللواء، قبل 14 سنة، تَرك خلفه اثنين من الذكور، وأربعة من الإناث في انتظار عودته كل ليلة، أمل لمّ تمّل منه العائلة .
وأكد حازم الشوبكي، أن وضع والده الصحي في خطرٍ دائم، وأنه يقترب من كارثة حقيقة إذا لم تستجب سلطات الاحتلال لمطالب العائلة الإنسانية في إطلاق سراحه، سيما في ظلّ انتشار فيروس كورونا المستجد وافتقار السجون لأدنى مقومات النظافة والسلامة .
وتابع: " والدي خضع لعملية في عينه قبل شهور، عدا عن إصابته بسرطان البروستاتا، وارتفاع ضغط الدم، وهو بحاجة للعلاج المستمر، لكنّ إدارة السجون لا تُعطيه إلا مسكنات " .
وبيّن حازم الشوبكي، أن إدارة السجون تُمارس الإهمال الطبي بحقّ والده المسن، ولا تُلبي له احتياجاته الخاصة، من حيث نوعية الأطعمة والمشروبات التي عليه تناولها، وكأنها تُسلمه للموت البطيء .
وأصدرت المحكمة الصهيونية قراراً بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، برفض طلب إعادة النظر في إطلاق سراح الأسير " الشوبكي "، الذي تقدّمت به هيئة شؤون الأسرى، مدّعية "خطورة قضيته وعدم إبدائه النّدم"، علماً أنها كانت رفضت الإفراج عنه في محكمة " ثلثي المدّة " عام2017.
وفي هذا الشأن توجهت عائلة الأسير " الشوبكي " مرات عديدة الى المؤسسات الرسمية الدولية والحقوقية، وعدد من الدول الأوروبية، للمطالبة بالإفراج عنه بسبب وضعه الصحي وتقدمه في العمر .
ورغم إنسانية القضية، إلا أن الاحتلال يرفض الإفراج عن الأسير المسن ، لأنه لازال يُشكل "خطرًا على أمنها" يقول " حازم ": "ليس لدينا ولا لدى والدي إلا أمنية واحدة أن يقضى أيامه الأخيرة معنا وبجانب أولاده وأحفاده " .