أرض كنعان/ دمشق/ما زالت الأوضاع العسكرية في محور جوبر ـ ساحة العباسيين في شرق دمشق على حالها في ظل تواجد مكثف وثابت للوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري عند المداخل المقابلة للساحة، فيما تعتمد الوحدات الخاصة في منطقة جوبر استراتيجية العمليات الخاطفة ومن ثم الانسحاب إلى مواقعها.
مقاتلون في اللجان الشعبية الواقعة في الأحياء المقابلة لجوبر، كشفوا في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنهم "دخلوا في الشهر الماضي إلى معظم أحياء جوبر وقاموا بتمشيطها وإخلائها من المسلحين"، وأوضح قيادي في اللجان أن مجموعته "طهرت أحياء في قلب جوبر يوم 3 آذار/مارس، لكن الجيش فضل العودة إلى مواقع الثابتة والعمل باستراتيجية الضربات المباغتة في المنطقة".
وبحسب مصادر خاصة لموقع "العهد"، فإن الجيش السوري "نقل عملياته الهجومية المكثفة إلى الغوطة الشرقية في استكمال لعملية السيطرة على طرق الإمداد التي تغذي مسلحي المعارضة السورية في دمشق وريفها"، وكشفت أن هذه العمليات تركزت على عمليات التسلل عبر نقطتين حدوديتين "الأولى المناطق المتاخمة لبلدة عرسال في لبنان، والثانية مناطق درعا في الجنوب السوري المحاذية للحدود الأردنية"، وأكدت المصادر نفسها أن العمليات العسكرية الواسعة في منطقة الغوطة الشرقية "استطاعت فك الحصار عن فوجي الكيمياء والإشارة في منطقة عدرا، وأدت إلى إحراز تقدم باتجاه قريتي ميدعة وحوش الفارة".
ولفتت المصادر الخاصة إلى أن "فك الكماشة اكتمل مع التقاء الوحدات السورية في المحورين المذكورين مع رتل من القوات التي عملت على تمشيط منطقتي العتيبة وحران العواميد على طريق مطار دمشق الدولي"، وقد كان المسلحون "يطلقون النار من منازل حران العواميد على الطائرات المدنية التي تقلع وتهبط في مطار دمشق الدولي، وفقاً للمصادر التي أضاتف أن دخول هذه المحاور الثلاث أدى إلى "قطع طرق الإمداد من درعا باتجاه العتيبة في الغوطة الشرقية، ومن عرسال في لبنان إلى سوريا عبر قرى فليطة ورنكوس والقسطل باتجاه عدرا في الغوطة الشرقية".
بموازاة ذلك، أصبح بالامكان الحديث عن أن طريق مطار دمشق الدولي "أصبحت سالكة بالاتجاهين بعد سيطرة وحدات عسكرية على قرية عقربا المجاورة"، بحسب مصادر في اللجان الشعبية، التي أوضحت بأن المسلحين كانوا ينطلقون من القرية لقطع الطريق، والفصل بين محيط منطقة السيدة زينب (ع) والمطار ومدينة دمشق، وهذه البلدة "تم تمشيطها بالتعاون بين الجيش السوري واللجان الشعبية، بعد أن حولها المسلحون إلى نقطة تجمع مركزية".
ويمكن ملاحظة أن طريق مطار دمشق الدولي يشهد حركة سير شبه عادية في الاتجاهين طيلة ساعات النهار، فيما تنتشر على طول الطريق الحواجز العسكرية في إطار مكافحة عمليات التسلل عبر أطراف بلدة بيت سحم المحاذية للطريق، وكشفت مصادر الموقع أن المجموعات المسلحة "حاولت مؤخراً إرسال قناص إلى الأبنية المواجهة لطريق المطار، وهي أبنية غير مأهولة أو هجرها سكانها بسبب الأحداث"، غير أن المصادر جزمت بأن "الجيش السوري قصف بعض الأبنية التي استخدمها قناصة المجموعات المسلحة، فيما تقوم وحدات خاصة بتفتيشها بعضها الآخر دورياً لمنع المسلحين من التحصن فيها".