Menu
23:12برشلونة يُعلن عن رئيسه المؤقت ومجلس الإدارة
23:10تفاصيل رسالة الرئيس عباس للأمين العام للأمم المتحدة
23:09الخارجية: 11 إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفوف جالياتنا
20:42الحية يكشف تفاصيل زيارة وفد حماس للقاهرة
20:25كهرباء غزة تصدر تعليمات ونصائح مهمة للمواطنين استعدادا لفصل الشتاء
20:24بيان من النيابة العامة حول الحملات الالكترونية
20:21قائد جديد لشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي
20:20الاحمد: ننتظر رد حماس منذ بداية أكتوبر.. ولا اجتماع للأمناء العامين قبل إصدار مرسوم الانتخابات
20:18ابو حسنة: استئاف العملية التعليمية لطلبة المرحلة الاعدادية بمدارس الاونروا بغزة بدءا من الاثنين المقبل
20:14صحيفة اسرائيلية: كهرباء غزة و"التنسيق الخفي" بين إسرائيل ومصر وقطر والفلسطينيين..!
20:13السلطة الفلسطينية تنوي مقاضاة إسرائيل لترخيصها شركات اتصال بالضفة
20:12بري: ليس وارداً بأن تفضي مفاوضات الترسيم للتطبيع.. والحكومة اللبنانية سترى النور قريباً
20:10الأوقاف بغزة تغلق ثلاثة مساجد بخانيونس بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا
20:09بعد مشاركته في لقاءات القاهرة.. حماس: عودة القيادي الحية إلى غزة ودخوله للحجر الصحي
14:08لهذا السبب .. "حزب الله" يعلن الاستنفار و يستدعي عددا من عناصره
عبدالله نمر أبو الكاس

كورونا على منصات التواصل الإجتماعي ما بين الحقيقة و الشائعة والإستغلال

بقلم/ عبدالله نمر أبو الكاس  ،،

لاشك أن فيروس كورونا أصبح الحقيقة المؤلمة والمقلقة ، التي لا يستطيع أحد نكرانها أو يمر عنها مرور الكرام ، وفرضت واقعا جديدا لم يعهده العالم من قبل ، حيث تأثر به الكل وطال الجميع دون استثناء ، وبات لا يفرق بين أحد بلونه ، أو عرقه ، أو جنسه ، أو دينه ، أو حتى رئيس أو مواطن ، ولا جغرافيا بعينها أو نظام سياسي ، والجميع أمامه سواسية , بل صاغرون ، لا معصوم منهم إلا من رحم ربي ، ومن اتخذ التدابير الاحترازية  والإجراءات الوقائية المناسبة بهذا الخصوص ، وإتبع الارشادات الصادرة عن الجهات المختصة كمنظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة ، وحكومات الدول التي التي مسها هذا الوباء .

وما إن ظهر هذا الفايروس وبدأ بالتفشي في بعض الدول ولا زال انتشاره أخذ بالتزايد ، وكل يوم تتسع رقعته أكثر فأكثر ،  و أرقام جديدة ترتفع ، ووفيات تزداد بوتيرة متسارعة ، وفقدان للسيطرة عليه من قبل دول عظمى ، وتغلب دول عليه كالصين ومحاصرة دول أخرى له بوعي شعوبها والتزامها بكل ما يطلب منها .

وللأسف ومع ظهور أزمة كورونا تطالعنا يوميا أخبار لا أساس لها من الصحة كالشائعات التي لا أحد يعلم مدى مصداقيتها كالتي رددها الرئيس الأمريكي ترامب ووصف الفيروس بأنه صيني ، واتهام أيضا الصين بأن الفيروس جلبه جنود أمريكان لمدينة ووهان ، وهذه الاتهامات المتبادلة كادت أن تشكل أزمة سياسية حقيقية بين أمريكا والصين سرعان ما توقفت .

لحتى يومنا هذا لا أحد يعلم سبب الوباء ومصادره وهل هو مصطنع عبر معامل بيولوجية ؟ أم فايروس لا يد للبشرية فيه ؟؟ أم هو فيروس مطور , فقد منتجيه السيطرة عليه ؟؟ وبعد أن أصبح أمراً واقعاً باتت تخرج إجتهادات من البعض ، وتحليلات بناء على ما يتم تداوله في هذا الشأن عبر منصات التواصل الإجتماعي خاصة ووسائل الإعلام عامة والمواقع الإلكترونية ، ولكن حتى يومنا هذا لا أحد يستطيع أن يعرف السبب الحقيقي وراء ظهوره  .

وبعد تفشي هذا المرض واعتباره من قبل منظمة الصحة العالمية وباء نظرا لكثرة المصابين بالعدوى ووقوع وفيات ، ظهرت شائعة أخرى تتحدث عن إنتاج مصل لهذا الوباء ويقوم الأغلب بتداولها ونشرها دون التأكد من صحتها أو مصدرها  ، حتى وفي سياق الحديث عن البحث عن لقاح وتجارب بعض الأطباء , تنامى أيضاً لمسامع البعض ما أشيع عن اغتيال عالم وطبيب تونسي , كان يجري التجارب النهائية على اللقاح الخاص بفيروس كورونا بألمانيا , على أيدي عناصر الموساد الإسرائيلي كما زعمت بعض منصات التواصل الإجتماعي , مع أن مواقع أخرى نفت هكذا أخبار متداولة بشأن عملية الإغتيال , ولكن الخبر لا زال يجوب منصات التواصل الاجتماعي لحتى الأن .

وبعض الشائعات التي ظهرت أيضا , هي تنبؤ البعض بهذا المرض قبل سنوات من ظهوره , حيث شاهدنا وقرأ الكثير منا ما نشر على هذه المنصات عبر بعض الوثائق القديمة ومؤلفات , أعتقد أنه أجري على بعضها معالجات وتغيير في المضامين , لتحاكي الواقع اليوم والأزمة الراهنة ، وفي الحقيقة ما هي إلا خرافات وأساطير , لا تغني ولا تسمن من جوع  , وتزعم هذه الخرافات أنه في عام 2020 سيظهر فايروس اسمه كورونا ويبدأ في الصين من خلال خفافيش ويصيب الرئتين  وستمنع الصلوات وتكثر فيه الدعوات والتضرع إلى  الله للتخلص من هذا الوباء  .

وبعض الشائعات الرائجة أيضا , ما تناقلته هذه المنصات , عن طرق انتشاره , والهواء , وطرق الوقاية منه , وعمر المصاب ، ومناعة الجسم , ودرجة الحرارة التي يعيش ويموت فيها الفيروس , والتي للأسف أيضا أغلب ما ذكر فيها مغالطات كثيرة وحذرت منها الجهات المختصة وطالبت بعدم الانجرار وراء هذه الأخطاء حرصا على سلامتهم وأن أغلب طرق الوقاية المنشورة ليس لها أساس علمي  .

ومن جانب أخر , فلقد تم إستغلال هذا الفايروس لتحقيق المكاسب الربحية والتجارية على حساب حياة الناس , كما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد فقامت شركات الأدوية العالمية والمستحضرات الطبية بالترويج لبعض الأدوية والعقاقير زاعمة أنها ذات فعالية ومضادة لهذا الفايروس وبدأت أسماء كثيرة بالتداول عرف منها عقار  ( Hydroxychloroquine )والذي أعلنته شركة فرنسية واستخدم سابقا لعلاج الملاريا قبل سبعون عاما ،، وعقار أعلنه طبيب لبناني عبارة عن مزيج ما بين عقارين وهما ( Chloroquine + Azithromycin ) وحسب الطبيب اللبناني أن النتائج فعالة بعد تجربته على خمس حالات حرجة مصابة بكورونا قد تعافت بعد تناولها هذا العقار  .

ولا تزال بعض الشركات تروج لعقارات أخرى ، وكي لا يلتبس علينا الأمر بهذا الخصوص يجب عدم التعاطي مع كل ما ينشر ، ولطالما لم تفصح منظمة الصحة العالمية عن لقاح أو عقار , يبقى أمر المضادات قيد البحث والدارسة ، ولا أحد ينكر أن هناك شركات عالمية ودول  تتسابق فيما بينها لتسجيل براءة اختراع في عقار مضاد لكورونا ، ومن غير المستبعد أن تستحوذ بعض الدول والشركات الضخمة على أي عقار يثبت نجاعته لشراءه واحتكاره لتحقيق مكاسب مالية ضخمة  .

ويبقى ملف كورونا مفتوح والكل يدلو بدلوه عبر منصات التواصل الإجتماعي وغيرها ، لكن علينا أن لا ننجر وراء كل ما يقال عبر هذه المنصات ، وأن لا نصدق كل ما يكتب وينشر إلا من خلال مصادر رسمية ومرجعيات موثوقة.