بقلم: أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي
عندما تغيب شريعة الخالق عن البشرية تسود شريعة الغاب ... وكل الذين وضعوا الشرائع من فلاسفة العرب والعجم لم يستطيعوا ان يوفوا البشرية حقها ولم يجلبوا لها السعادة والطمأنينة ... لذا من الطبيعى ان تكون النتيجة ان يأكل القوى الضعيف وان يتسلط حكام الارض ويتجبروا على الخلق ... عندما تسمع احدهم يعربد ويهدد ويتوعد ويزبد تتذكر فرعون الذى قال أنا ربكم الاعلى ... كما ان هذا التقدم العلمى الرهيب واللامتناهى امام الاكتشافات اللامتوقعة جعلت الانسان اكثر تماديا فى غيه ... ولم يبق امام الانسان الا تصنيع المادة الحية ومن خلال عمليات الاستنساخ يصنعوا الانسان الذى يريدونه وبذلك اعتقد هؤلاء وهؤلاء انهم تساووا مع الخالق _ والعياذ بالله_ فمن فى الكون يقدر على مواجهتهم وردعهم ... والنتيجة الحتمية مزيد من الظلم والفرعونية والتأله والتوحش ... لكن حسابات الخلق ليست مثل حسابات الخالق ... شتان شتان ... انها لحظة من عمر الزمان يتغير كل شئ وتنقلب الموازين ويمسى المتأله جبانا والقوى ضعيفا عاجزا لا يقدر على شئ ... انها اللحظة التى تبينها الاية الكريمة" فلما اسفونا انتقمنا منهم " لحظة قمة التأله هى نفسها لحظة الانتقام وينتهى كل شئ ، هذا هو عالمنا اليوم ... عجز الحكام وتأكد لنا هشاشة المنظومة العالمية التى ادعت التقدم والتمدن والحضارة والعلم واحتار العلماء والمكتشفون والخبراء والباحثون والمخترعون امام فيروس علمونا انه لا يرى لا بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر الضوئى لانه ليس كائنا حيا وليس خلية حية وانما مادة وراثية RNA او DNA مغلفة بغشاء اما بروتينى او دهنى ولم يعرفوا عنه شيئا ووصل الامر بعجزهم ان يخرج البعض منهم ليدعى ان ما يحدث ليس بسبب فيروس covid 19 وانما غاز السيرين ... تنهار البورصات العالمية وتتوقف عجلة الاقتصاد وكبرى مدن العالم فى امريكا واوربا تتحول الى مدن اشباح ... ويبكى زعماء اوربا العملاقة النموذج الاستعمارى القديم والعظيم ويتحسرون على حالهم ويتفككوا من اتحادهم ورأينا الزعيم الاميركى الذى قسم العالم على هواه وبحساب الصفقات وأعطى القدس وفلسطين للكيان الصهيونى لاقامة دولة يهوديه وساق قطيع حكام العرب الى مزرعته رأيناه وبشكل غير معقول ولا مسبوق يبدأ جلسة مجلس الشيوخ بالقران الكريم ... واما حول الكعبة فى مكة وحول قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينة فحدث ولا حرج عما يحدث فى ارض الحجاز من انتهاك للمحرمات وتجرؤ على القران والسنة والعلماء ومن اهدار لثروات المسلمين فيما حال عامة المسلمين الجوع والفقر والقهر والدمار والظلم والحصار ... ماذا تبقى امام البشرية لتفعل اكثر مما فعلته ... حانت اللحظة الموعودة وادواتها " وجعلنا لمهلكهم موعدا " مهلكهم اما بنصب الميم الاولى ونصب اللام او بضم الميم الاولى وكسر اللام والقراءتان صحيحتان ... بلا ادنى شك ان العالم سيتغير بعد كورونا عما كان قبله ... "فهل من مدكر " صدق الله العظيم