بقلم / د. يوسف رزقة
ما أكثر المعلومات المتداولة الآن عن مرض كورونا في وسائل الاتصال الاجتماعي. الناس يتنفسون معلومات عن كورونا، ويأكلون ويشربون معلومات عن كورونا، وينامون على معلومات كورونا، ويجلسون في بيوتهم نهار ويتحدثون عن كورونا. لا حديث للناس الآن إلا حديثا في كورونا؟! ومع ذلك فثمة مستهترين؟!
فايروس كورونا أغلق الأسواق، والصالات، والتجمعات العامة، وبيوت العزاء، والمدارس، والجامعات، وبعض المصانع، وفرض منع التجول في دول عديدة، منها دولة الاحتلال والضفة الغربية المحتلة. واتخذت غزة إجراءات عديدة لحماية السكان، ونتشرت مواقع الحجر الصحي، وهذه إجراءات كافية. لذلك يطالب المجتمع الغزي بإغلاق معبر رفح، ومعبر بيت حانون، ومنع الدخول والخروج بشكل صارم، وتطبيق الحجر الصحي بيد حديدية، لأن غزة المزدحمة لا تحتمل أدنى تهاون.
ولأن الأمر كذلك فإني أقول للمسئولين : نحن نأخذ بضائعنا، وبعض أغذيتنا، وفواكهنا، من دولة الاحتلال، وهي الآن مجتمع موبوء، فيه منع تجول، ونأخذ بعضها من مصر، وهذا يعني أن البضائع ربما تتلوث بيد عامل أو مزارع، أو أثناء النقل، فهل للجهات المسئولة أن تطمئن المستهلك، بأنها تعقم البضائع، وتدخلها بعد انتهاء مدة حضانة الفايروس؟!
ثمة بعض الاستهتار من بعض المواطنين، فهلا عالجت الجهات المسئولة هذا الاستهتار؟! وهلا وجهت وسائل الإعلام، والمساجد، لمعالجة جماعة المستهترين، بالتوعية، وبالإيمان؟!
جلّ دول العالم اتخذت إجراءات صارمة لإجبار شعبها على الالتزام بتوجيهات الدولة والصحة العامة، وبعض الشعوب ضربت نموذجا في تطبيق التعليمات الوقائية، ونحن المسلمين أولى من غيرنا بتطبيق التعليمات طواعية، وبنية طاعة الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
جماعة المستهترين، واللامبالين، حجمها كبير في غزة، وكذا في الضفة، وجلهم من الشباب، وهؤلاء نذكرهم أن لهم آباء وأمهات كبار في السن، ومناعتهم ضعيفة، وقد يتسببون هم باستهتارهم بنقل العدوى إلى الوالدين والأحباب من كبار السن، لذا يجدر بهم أن يعودوا إلى الالتزام من أجل والديهم، وكبرائهم في العمر.
الحياة أمانة الله في عباده، فلا تضيعوا آمانة الله، بهدم آبائكم وأمهاتكم، بداعي الملل من جلست البيت، أو بداع أن غزة خالية من المرض. اشرعوا بقراءة القرآن، أو التفسير، أو الحديث، أو أي كتاب يذهب عنكم الملل، واجلسوا في بيوتكم عسى الله أن يرحمنا ويرحمكم. ولا تنسوى مسئوليتكم. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.