بقلم / معن بشور
في هذه الأجواء المشحونة بالقلق والترقب بسبب فيروس الكورونا، فقد لبنان والأمة العربية واحدا من اهم العقول الاقتصادية العربية والوجوه القومية العربية، ابن صيدا البار الذي حمل باكرا لواء العروبة الوحدوية التقدمية في مدارس صيدا ،ثم في جامعة القاهرة ،إلى جامعة ليون الفرنسية حيث كان من أبرز الطلبة العرب النشطاء،في دعم حركات التحرر في الجزائر وبلدان المغرب العربي..
لم يمنعه عمله المصرفي كأحد أركان البنك العربي من مواصلة عمله القومي من خلال مشاركته، منذ أوائل تسعينات القرن الفائت، بالدورات الأولى للمؤتمر القومي العربي، ثم في المشاركة في تأسيس المنتدى القومي العربي في لبنان وعضوية مجلس أمنائه ،كما في المساهمة في العديد من الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية والفكرية في لبنان والوطن العربي والعالم..
كان اعتزازه بتاريخ أمته يدفعه إلى جمع النقود المعدنية التاريخية متعرفا من خلالها على حقبات مهمة من هذا التاريخ، إلى درجة أنه أصدر كتابا موسوعيا من خلال مركز دراسات الوحدة العربية بعنوان " تاريخ النقود في نهاية العصر العباسي خلال فترة بدرالدين لولو..."
كان مبدئيا واضحا لا يساوم في قناعاته،، ولا يهادن في حق انساني أو قومي أو وطني، مستقيلا من عضوية المجلس الاقتصادي الاجتماعي عام ٢٠٠٠ لاعتراضه على النهج الاقتصادي الاجتماعي السائد انذاك...منسحبا بكل هدوء دون صخب أو استعراض....أو شعبوية
كان الكثير من عارفيه وقادريه يرون فيه، كما في قامتين صيداويتين وقيمتين علمتين وأخلاقيات والدكتور محمد عطالله والدكتور محمد المجذوب ، "مشاريع" رؤساء وزراء لما عرف عنهم من كفاءة ونزاهة واستقامة ،لكن الظروف لم تسمح للبنان بأن يكون له رئيس وزراء اخر يستكمل دور الرئيس سليم الحص...
يوم دعونا الدكتورة هدى جمال عبد الناصر لتكون "ضيف احتفالات المنتدى القومي بذكرى السابعة والاربعين لثورة ٢٣ يوليو" عام ١٩٩٩..كان اول ما قالته لنا ونحن نستقبلها" لي اصدقاء اعزاء في بيروت اريد ان الاقيهم".. الاصدقاء كانا هشام البساط وزوجته الاكاديمية والمثقفة المعروفة الدكتورة الهام أبي حنا كلاب التي رافقته على مدى ٤٥ سنة فكانا رمزا للعائلة الراقية الملتزمة قضايا الوطن والإنسان...
رحم الله الدكتور هشام البساط اخا حبيبا ورفيقا عزيزا وعلماخفاقا من اعلام الوطن والامة