Menu
11:55عضو ثوري فتح: من المبكر الحديث عن المفاوضات و مواقف بايدن لا تبشر بالخير
11:39اشتية: نتطلع إلى علاقات فلسطينية أمريكية دون ربط ذلك في إسرائيل
11:33الاوقاف: عشرات المستوطنين يقتحموا باحات المسجد الاقصى وسط حراسة مشددة
11:28تعليم غزة تكشف تفاصيل وخطة بدء الدراسة للمرحلة الإبتدائية غدًا الثلاثاء
11:25وفاة مواطن متأثراً باصابته جراء حادث سير في رفح جنوب قطاع غزة
11:22المنظمات الاهلية ترحب بموقف بلجيكا وتطالب بآلية لوقف التطهير العرقي بالاغوار
11:07بيان هام للمواطنين الراغبين بالعودة الى فلسطين
11:05مناورات عسكرية واسعة بغلاف غزة اليوم
11:04إدارة "جلبوع" تماطل بعلاج الأسير عماد كميل رغم صعوبة وضعه الصحي
11:02مخطط اسرائيلي لبناء شبكة طرق جديدة في الضفة الغربية
11:01توصية اسرائيلية بمنع فلسطينيي الداخل المحتل من وصول الضفة الغربية
10:50قناة العربية تنشر صورة بايدن وتعنونها: "الكلاب تعود إلى البيت الأبيض"
10:48سحب إقامات المقدسيين.. حرب ديمغرافية لمحو الوجود الفلسطيني
10:47وزارة الصحة بغزة: وفاة و 270 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و210 حالة تعافٍ
10:47إدارة سجن النقب تنقل الأسير محمد الزغير إلى عزل بئر السبع
نسوة يلتقطنّ أرزاقهنّ من بين قشور الفول السوداني في رفح

نسوة يلتقطنّ أرزاقهنّ من بين قشور الفول السوداني في رفح

رفح - هاني الشاعر

داخل بركس تجاري بين أزقة مخيم الشابورة للاجئين، تعمل عشرات النسوة المُعيلات لأسرهن في فرز الفول السوداني "الفستق" وتنظيفه، دون الالتفات لأي مناسبة عالمية؛ فغياب يوم واحد عن العمل قد يُكلّفها الكثير.

تنهمك كل واحدةٍ منهن في عمل مُعيّن داخل المكان الممتلئ بأطنان "الفستق"؛ ويجلسن بجوار بعضهن أرضًا على قطع من الحصير لأكثر من ست ساعات متواصلة، ولا يرفعن رؤوسهن إلا بعد الانتهاء من فرز الجيد عن التالف، وتقليم القشور الخارجية والداخلية للقرون، ثم التوزين والتعبئة والتغليف.

ولا تعرف هؤلاء النسوة طعم الراحة، إذ يخرجن باكرًا من مخيم اللاجئين في رفح جنوبي قطاع غزة ليبحثنّ عن لقمة عيش أطفالهن، بينما تحتفي النساء حول العالم في الثامن من مارس/ آذار بيومهن العالمي في أجواء من البهجة والاسترخاء خلال العطلة الرسمية.

اضطرار للعمل

نورا سليمان (45 عامًا)، واحدة من العاملات، ترتدي قفازات سوداء تمزقت أطرافها من ضغط العمل، وتجتهد مع زميلاتها، بفرز قرون الفول الصالحة، ثم وضعها على ميزانٍ تمهيدًا لنقلها جاهزةً للتحميص.

هكذا يبدو الجدول اليومي لعمل سيدة المخيم منذ سبع سنوات، إذ تُعيل أربعة أفراد أكبرهم 22عامًا وأصغرهم 11، بالإضافة إلى زوجها العاطل عن العمل.

وتقول سليمان: "العمل شاقٍ ومتعب، لكن لا بديل عنه لأنه أخف الأعمال الشاقة بالنسبة للمرأة، فهو يحفظ كرامتها".

وتقطنّ السيدة في منزلٍ من الصفيح، لا يتعدى مساحته 50 مترًا، حاله كحال آلاف المنازل المتلاصقة داخل المخيم.

وتضيف على استحياء "شجعتني الكثير من سيدات المخيم للقدوم إلى العمل، ومعظم جاراتي يعملنّ معي، يوميًا من السادسة صباحًا حتى 12.30 بعد الظهر".

وتحصل سليمان يوميًا على نحو 25 شيكلًا (7 دولار) لتغطية بعض مصاريف أسرتها، في وقت تمارس مهامها المنزلية بعد عودتها من العمل، وهو ما يثقل كاهلها.

ولم تُخف كلماتها صعوبة العمل، إذ تمتمت قائلة إن: "انحناء الظهر ست ساعات يوميًا أمر ليس سهلًا".

العمل من المنزل

بدا العمل وكأنه يسير كخلية نحل لكثرة عدد العاملات؛ لكن مشهد تكدُس نسوة أخريات على أبواب المكان يحملنّ كميات كبيرة من الفستق الجاهز، كشف عن وجود أخريات يعملنّ داخل منازلهنّ بمعاونة أفراد أسرهنّ، وفق آلية عمل متفق عليها.

سناء أبو لولي (40عامًا)، واحدة من تلك النسوة، التي حضرت للتو مع ابنها تحمل شوالاً من "الفستق" المُقلّم، وبعد أن وضعته على الميزان، وتلقت ثمن تعبها، عادت بشوال آخر حملته على عربة إلى منزلها، ورافقناها إلى هناك.

بعد أن التقت أنفساها، جلست "أبو لولي" أرضًا أمام طاولة خشبية مع إحدى قريباتها، وباشرنّ العمل داخل غرفةٍ من الصفيح مجاورة للمنزل، وهي مستمرة على هذا الحال منذ خمس سنوات.

ازداد العبء على كاهلها تلك السيدة، التي تُعيل خمسة أفراد "ثلاثة إناث وذكرين"، أكبرهم 23 عامًا وأصغرهم 13عامًا، بعد إصابة زوجها قبل عامين، خلال مسيرات العودة، بجراحٍ في قدمه، وتعطله عن العمل على بسطة لبيع الخضار، في سوق رفح المركزي.

وتبين "أبو لولي" أن وضعها المعيشي الصعب أجبرها على العمل، مضيفة "إذا لم أقف مع زوجي فمن سيقف معه؟!".

وتحصل السيدة على 10 شواكل (نحو 3 دولارات) مقابل كل شوال تنجزه؛ وأحيانًا تنجز في اليوم أكثر من واحد.