أرض كنعان
أفاد المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اعتقال ٤٣ أسيرة فلسطينية في سجونها في ظروف صعبة، بينهن 16 أسيرة أم.
وأوضح فروانة في تقرير أصدره السبت بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف ٨ آذار/ مارس من كل عام، أن من بين الأسيرات المعتقلات (13) أسيرة من القدس، و(6) من الداخل المحتل، وأسيرتان من قطاع غزة، والباقي (22) من الضفة الغربية المحتلة.
وذكر أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ عام ١٩٦٧ أكثر من ١٦ ألف امرأة فلسطينية، من أعمار وشرائح وفئات طبقية مختلفة.
وبين أن الاعتقالات شملت أمهات وزوجات، ونساء كبيرات طاعنات في السن، وحوامل ومريضات ومعاقات، وفتيات قاصرات وطالبات في مراحل تعليمية مختلفة، وكفاءات أكاديمية وقيادات مجتمعية ونائبات منتخبات في المجلس التشريعي.
ونوه إلى أن الاعتقالات تستهدف محاولة إرهاب المرأة الفلسطينية وردعها وتحجيم دورها وتأثيرها وتهميش فعلها، أو بهدف انتزاع معلومات تتعلق بالآخرين، وأحيانًا يتم اعتقالها للضغط على أفراد أسرتها وأقاربها لإجبارهم على الاعتراف وتقديم المعلومات، أو لدفع المطلوبين لتسليم أنفسهم.
وأضاف أن الأسيرة الفلسطينية تتعرض أثناء الاعتقال لتحقيق قاسٍ، وتعذيب جسدي ونفسي، وقمع وتنكيل وقهر وحرمان، دون مراعاة لجنسها وخصوصيتها، ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الخاصة، بالإضافة إلى استمرار الإهمال الطبي وعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة.
وذكر فروانة أن الاحتلال اعتقل عام 2019، (128) فلسطينية، بينهن أمهات وقاصرات، فيما سُجل اعتقال (29) منذ مطلع ٢٠٢٠.
ولفت إلى أن جميع النساء التي مررن بتجربة الاعتقال تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى فرض أحكام جائرة وغرامات المالية باهظة والاقامة الجبرية "الحبس المنزلي"، وأحيانا الاعتقال الإداري.
وبحسب فروانة، فإن (27) من إجمالي الأسيرات يقضين أحكامًا مختلفة، أعلاهن حكمًا بالسجن 16 عامًا الأسيرتان شروق دويات من القدس، وشاتيلا أبو عيّاد من الأراضي المحتلة عام 1948، والأسيرتان عائشة الأفغاني وميسون موسى الجبالي المحكومات بالسّجن 15عامًا، والأسيرة الجريحة اسراء جعابيص 11 عامًا.
وأشار إلى أن الأسيرة الفلسطينية تعاني من ظروف قاهرة أثناء نقلها فيما تُعرف بسيارة "البوسطة"، التي يتم بواسطها نقلها بين السجون أو المستشفيات والمحاكم، وتتعرص للاعتداء الجسدي أو اللفظي، أو الاثنين معًا، لتشكل عملية النقل رحلة عذاب.
بالإضافة إلى معاناتها المستمرة داخل غرفة "المعبار" في سجن "هشارون" التي لا تصلح للحياة الآدمية، إذ تضطر لأن تنتظر فيها ساعات طويلة، أو المكوث فيها أيام عدة كمحطة انتظار، قبل استكمال نقلها إلى السجن المقصود أو المحكمة المحددة.
وتابع أن الأسيرة الفلسطينية خاضت مع إخوانها الرجال مواجهات كثيرة ضد إدارة السجون، وشاركتهم معارك الأمعاء الخاوية (الإضرابات عن الطعام)، ذودًا عن الكرامة واحتجاجًا على سوء المعاملة ومطالبة بالحقوق الأساسية وتحسين الأوضاع المعيشية والحياتية.
واستدرك أن "العالم يحتفي بالمرأة، في الثامن من آذار من كل عام، تقديرًا لها ولنضالاتها وتضحياتها، وتكريمًا لدورها في مناحي الحياة المختلفة، فيما يتجاهل المرأة الفلسطينية ومعاناتها المتفاقمة جراء الاحتلال وحقوقها المسلوبة بفعل قوة المحتل، لاسيما الأسيرة الفلسطينية التي تقبع في غياهب السجون".
ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، والتي تُعنى بالمرأة، لضرورة الاهتمام أكثر بالأسيرات وتسليط الضوء على معاناتهن وما يتعرضن له داخل سجون الاحتلال، والعمل الجاد من أجل ضمان حريتهن.