أرض كعان
لنصرة الطفولة المعذبة والأسيرة، ولإبراز حجم معاناة الأطفال وآلامهم جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، أطلقت منصة "كلنا مريم" الإلكترونية، حملة عالمية بعنوان "أغيثوا طفولتهم"، بمشاركة أكثر من 50 دولة.
وتأتي هذه الحملة بعد حملة "كلنا مريم" الأولى التي سلطت الضوء على معاناة المرأة المقدسية وإعلاء صوتها وإيصال آلامها وآمالها لأحرار العالم.
وتواصل "كلنا مريم" مهمتها الإنسانية، لتسلط الضوء على معاناة الطفل المقدسي جراء الاحتلال، ولتنقل صورة عبر أدواتها إلى العالم، مفادها "أن ثمة ألم هناك تحت الركام، فأنصتوا، إنه صوت الطفولة المسحوقة المحرومة الضائعة، هناك حيث ينبغي أن ينبع السلام في مدينة السلام، مدينة القدس الأسيرة وراء قضبان الاحتلال".
وانطلقت الحملة العالمية خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة التركية أنقرة، بحضور شخصيات رسمية ومدنية وممثلين عن المؤسسات والمنظمات والجمعيات التي تعني بالشأن المقدسي وبحقوق المرأة والطفل، وستستمر حتى الثامن من آذار/مارس الجاري.
طفولة محرومة
الناطقة الإعلامية باسم الحملة من الأردن إسراء الغبيش توضح لوكالة "أرض كنعان" أن الحملة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الأطفال المقهورين في مدينة القدس، وربطها بما تعانيه المرأة المقدسية، وكشف حقيقة ممارسات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة بحق الطفولة والأمومة بالمدينة المقدسة.
وتبرز الحملة بعضًا من صور المعاناة الإنسانية للطفل المقدسي، وحجم الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها بشكل همجي، وإيصال صوت الطفولة المسحوقة المحرومة الضائعة الأسيرة خلف قضبان الاحتلال.
وتضيف الغبيش أن الحملة تهدف أيضًا إلى دعم المشاريع المتعلقة بالطفل المقدسي، والعمل على تخفيف معاناته ورعاية المبادرات الهادفة إلى ذلك.
و"بما أن الاحتلال الإسرائيلي السبب الرئيس وراء كل معاناة بالقدس، كان لابد لنا من الالتفاف إلى صوت الطفولة والربط بين آلام الطفل وأمه في القدس، والتأكيد على ضرورة دعم مشاريع استنقاذ الطفل التعليمية والصحية والتربوية". تقول الغبيش
وتؤكد أن سلطات الاحتلال تنتهك بشكل متواصل حقوق الأطفال المقدسيين وتستبيح طفولتهم على مرآى ومسمع من العالم، الذي لم يحرك ساكنًا، فهم يعانون الأمرين بسبب إجراءات الاحتلال وقوانينه الظالمة.
ويتعرض أطفال القدس بشكل مستمر لهجمة إسرائيلية ممنهجة تستهدف طفولتهم البريئة وحقوقهم، من خلال الاعتقالات والاعتداءات والإبعاد عن مناطق سكناهم، والحبس المنزلي، والتنكيل بهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها كل اتفاقيات حقوق الطفل.
وخلال العام 2019، اعتقلت قوات الاحتلال 489 قاصرًا في مدينة القدس، بينهم 33 طفلًا "أقل من 12عامًا-أقل من جيل المسؤولية"، ومن بينهم الفتى الجريح علي بلال طه (15 عامًا) من مخيم شعفاط.
فعاليات الحملة
وحول فعاليات الحملة، توضح الغبيش أن الحملة ستنظم عدة فعاليات ميدانية على الأرض، وعاصفة إلكترونية من المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، لنوصل للعالم أن" أطفال القدس ليسوا وحدهم، ولن نتركهم لهذا العدو المجرم ولإرهابه الذي فاق كل الحدود".
وتضيف أن الحملة سيتخللها أيضًا إقامة فعالية جماهيرية السبت المقبل في مسرح الشمس في منطقة الشميساني بالأردن، تتضمن ندوة بعنوان "الأسرة المقدسية تحت سياط الاحتلال"، بحضور المرابطة المقدسية خديجة خويص.
كما سيتم عقد ورشة عمل بعنوان "جولة في الأقصى" تديرها الناشطة فداء الزمر، وفقرة "دردشات في الأدب المقدسي" مع الكاتبة جهاد الرجبي، إضافة إلى زاوية للمأكولات التراثية، ومسرحية للأطفال.
ويدعو القائمون على الحملة العالمية كافة أحرار العالم للتفاعل مع الحملة العالمية، ويطالبون وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان بفضح ممارسات الاحتلال اللاإنسانية، وكشف انتهاكاته لحقوق الطفل والإنسان، ورفع الصوت عاليًا لمنع هذا العدوان اليومي على أطفال القدس وفلسطين.
وتتوقع ازدياد الاعتداءات الإسرائيلية على الأطفال، خاصة بعد مأساة العصر أو ما يسمى بـ"صفقة القرن" و"ما نشهده تجاه هذه الصفقة المشؤومة من خنوع عالمي ودعم دولي وصمت عربي وإسلامي".
وتشير الغبيش إلى أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي بيومي 27 و28 مارس الجاري في مدينة إسطنبول التركية، يتضمن العديد من المشاركات من دول مختلفة.
وتتضمن المشاركات عرضًا لمنجزات الدول في دعم حملة "أغيثوا طفولتهم"، وما الخطوات التي تم إنجازها، بالإضافة إلى تشكيل تجمع من النساء اللواتي يدافعن وينتصرن لنساء القدس، وصياغة خطط وآليات عمل للمرحلة القادمة.
وبحسب الغبيش، فإن هذه الحملة تُعقد سنويًا، وتتطرق في كل عام إلى جانب من جوانب معاناة المرأة المقدسية والانتهاكات الإسرائيلية بحقها.