ارض كنعان
"عندما دخلنا المدرسة كانت رائحة البنزين تملأ المكان، وأثار الحريق واضحة، ولكن ما أكد لنا أنه اعتداء من قبل المستوطنين الشعارات التي خطها الجناة على جدران المدرسة قبل انسحابهم". قال فوزي حسين، عضو مجلس بلدي عينابوس، عن قيام مستوطنين من مستوطنة يتسهار جنوب نابلس عن حرق صف دراسي في مدرسة البلدة، أمس الثلاثاء (28 كانون ثاني/يناير).
ما كتب باللغة العبرية على الحائط الخارجي لغرفة الصف الخامس من مدرسة ذكور عينابوس الأساسية، التي تعرضت للحرق بالكامل "نحن نحرق فقط بيوت الأعداء".
الحريق أتى على المقاعد والغرفة بالكامل، مما انعكس سلبا على نفسية الطلبة عندما وصلوا المدرسة وشاهدوا حال الغرفة الصفية، كما يقول الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور.
الخضور قال إن هذه ليست المرة الأول التي تتعرض المدارس في منطقة جنوب نابلس لهذه الاعتداءات، ومن نفس الجهة، مستوطنو مستوطنة يتسهار، ففي السابق كانت الاعتداءات على مدارس عوريف وبورين.
وتابع الخضور:" هذا يشكل خطرا حقيقي على سلامة الطلبة، لذا طالبنا المؤسسات الحقوقية التدخل لوقف المستوطنين واعتداءاتهم على المدارس والمؤسسات التعليمية، فالمستوطنين لا يكتفون بالتهديد بل يقوموا بممارسة الاعتداءات على أرض الواقع".
وحرق هذه المدرسة لم يكن الاعتداء الأول على القرية، ويبدو أنه لن يكون الاعتداء الأخير في ظل تغول مستوطنين مستوطنة يتسهار الجاثمة على أراضهم، فالمستوطنين في هذه المستوطنة من أكثر المستوطنين كرها وعدوانية ضد للفلسطينيين.
وتمتد هذه المستوطنة التي أسست في العام 1983 معسكر لتدريب جيش الاحتلال، على أراضي المواطنين في قرى جنوب نابلس (حوارة، عوريف، بورين، مادما، عصيرة القبلية، وعينابوس) ولكل قرية من هذه القرى كان لها نصيبها من أذى المستوطنين، حيث استولت هذه المستوطنة على 70% من أراضي قرية عينابوس.
يقول " فوزي حسين" إن هذه المستوطنة أصبحت خطرا وجوديا على أهالي المنطقة، وأبناء قريته خاصة، بعد أن استولت على معظم الأراضي البلدة البالغ عدد سكانها 3 الاف فلسطيني.
وتابع:" في بداية تأسيس هذه المستوطنة، صادروا معظم المنطقة الشرقية من القرية والمسماة وفقا للأهالي ب"الصومعة"، وهي أراضي مزروعة بالكامل بالزيتون، في حينه ونتيجة لهذه المصادرة قسمت البلدة إلى قسمين.
وبعد سنوات، توسع المستوطنين على أراضي القرية و القرى المجاورة، لبناء بؤرة استيطانية جديدة تابعة لها، استولوا خلالها على القسم الثاني من الأراضي الزراعية التابعة للقرية و التي تدعى " الوعرة".
المنطقة الأولى أغلقت بالكامل في وجه المواطنين ولا يسمح لأحد من الوصول إليها، فيما يسمح لهم فقط في موسم الزيتون الوصول إلى المنطقة التي صودرت حديثا، وبتنسيق مسبق من الارتباط.
يقول حسين:" هذه المستوطنة أصبحت تشكل خطرا دائما علينا، لم نعد نأمن التحرك في القرية بأمان في ظل تهديدات الدائمة لنا، في البداية كان قطع أشجار الزيتون وخط الشعارات العنصرية الداعية لقتل العرب، ولكن الأن تحولوا للفعل ويحرقوا المدارس".