أرض كنعان
لم تعرف أسرة الأسير أحمد زهران من قرية دير أبو مشعل غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة طعم الراحة والنوم طوال 114 يومًا قضاها نجلها مُضربًا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي رفضًا لاعتقاله الإداري.
وخاض زهران (44 عامًا) ثاني أطول إضراب فردي عن الطعام في سجون الاحتلال، بعد سامر العيساوي.
وعانى زهران خلال فترة الإضراب من عدم القدرة على الحركة وآلام في المفاصل وانخفاض في نبضان القلب ونقصان كبير في الوزن والصداع.
وتقول كريمة زهران زوجة الأسير إن أحمد بدأ إضرابه بتاريخ 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، وبدأت معه معاناة العائلة، "إذ أصبحنا نشعر باليوم كالجبل، وبقينا في غم وهم طيلة أيام الإضراب، خشية على حياته".
وتضيف زهران لوكالة "أرض كنعان"، "عاشت بناتي رسيله وريم في اكتئاب متواصل، فكانتا تسألان دوما عن مصير والدهن، وحتى خلال وجودهن في المدرسة يشعرن بحالة من الضيق خلال سؤال الناس عن والدهن، ولم أعرف ماذا أقول لهن، بينما يبقى عمر ويامن أقل شعورا بحالة أحمد لصغرهما".
كانت أجساد العائلة "تنتفض" عندما سماعها خبرًا عن تعرّض أحمد للإغماء نتيجة ما يتعرض له داخل السجن، واستمرار إضرابه عن الطعام، ولاسيما بعد نقله إلى مستشفى "كابلان" وفق كريمة.
وتتابع "كانت دائما تأتينا أخبار سيئة عن حالته الصحية. لقد عشنا أيامًا وليال صعبة للغاية".
أما والدة الأسير أحمد زهران فتقول لوكالة "أرض كنعان" إن عينيها لم تعرف للنوم طريقًا طيلة أيام الإضراب، بينما كان عقلها مشغولًا دائما بفلذة كبدها، وأعصابها متوترة.
وتضيف "لم أكن أعرف ماذا أفعل، ولا ما يمكن أن يصيب ابني في إضرابه عن الطعام.. لذلك كنت متوترة دائمًا".
وتنتظر زهران الإفراج عن نجلها المقرر في 26 فبراير/ شباط المقبل، بعد وقفه إضرابه عن الطعام، لكنها تقول إنها لم تطمئن حتى تره.
ولازالت تعيش زوجة الأسير في دوامة من المخاوف رغم تحديد موعد الإفراج عن زوجها، ولاسيما بعد أن طلبت مخابرات الاحتلال التحقيق معه قبل الإفراج عنه، وتقول: "نحن أمام احتلال. لا ندري ماذا سيحصل. لكن ما نتمناه هو الإفراج عن أحمد".
وتشير إلى أن سلطات الاحتلال نقلت زوجها من مستشفى كابلان إلى سجن الرملة بعد إنهاء إضرابه عن الطعام، فيما لا تزال العائلة تنتظر إجراء فحوصات طبية لمعرفة تأثير الإضراب على صحة أحمد.
وتقول: "هذا الإضراب الثاني لأحمد خلال الاعتقال الحالي، إذ أضرب 39 يومًا، ثم فكّ إضرابه بعد وعد الاحتلال بالإفراج عنه، لكنه عاود الإضراب مرة أخرى بعد أن نكث الاحتلال وعده وجدد له الاعتقال الإداري أربعة أشهر، وهذا ما يخيفنا".
وتضيف باضطراب "ما يقلقني الآن ما هو وضعه الصحي؟ وهل خرج زوجي بأمراض من هذا الإضراب؟، لم تصلنا أية معلومة تطمئننا عن وضعه الصحي".
واعتقل زهران في 28 فبراير/ شباط من العام الماضي، وحوّله الاحتلال إلى الاعتقال الإداري دون تهمة.
ويأتي رفض الاحتلال الإفراج عن زهران في سياق الحملة التي نفذتها قوات الاحتلال بحق قيادات ونشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني بعد عملية "عين بوبين"، كونه أحد نشطاء الشعبية في محافظة رام الله.