أرض كنعان
تسبب المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان منذ مساء أمس والذي أطلق عليه اسم العاصفة "لولو"، بارتفاع مستوى موج البحر في مخيم الرشيدية للاجئين في صور جنوبي لبنان، ما أدى إلى وصول المياه إلى بعض المنازل، ووجود انهيار واسع في شبكة الطرق الرئيسية القريبة من البحر.
وناشد الأهالي في المخيمات بالتدخل العاجل وبناء السد البحري قبل فوات الأوان وتدمر المنازل على ساكنيها.
ووفق شبكة "لاجئ أنت" المعنية بنقل أخبار اللاجئين الفلسطينيين فقد نقلت عن الأهالي قولهم إن "السد الذي بنته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في سبعينيات القرن الماضي في مخيم الرشيدية الواقع في مدينة صور (جنوب لبنان)، لم يعد يصلح إلا للجلوس وتأمل البحر حين يكون هادئا، تم بناؤه ليحمي بيوت الناس من الأمواج العاتية. لكن فصل الشتاء لم يرحمهم، وأخيراً كانت العاصفة "لولو" التي ضربت لبنان مساء أمس".
وأضافت الشبكة "كما لم يسلم تجمع اللاجئين الفلسطينيين في جل البحرـ صور من العاصفة «لولو» حيث شملتهم السيول بغزارتها ومن شدة الرياح انهار بعض الحجارة من المنازل القديمة والغير مرممة بمعظمها، عدا عن اجتياح الموج لها بسبب قربها منه ما سبب لهم أضراراً كبيرة".
وقالت إن "تجمع "جل البحر" الذي يُعَدّ أكثر التجمعات الفلسطينية في لبنان فقرًا، يُعاني سكّانه من أزمات عدّة جراء انعدام مُقوّمات العيش الآدمي، من مياه شرب وبنى تحتية وخدمات أساسية، إضافة للموقع الجغرافي السيئ بالقرب من البحر، وفي ظلّ هذا الواقع البائس، لا أحد يُغيث الأهالي أو يُسهم بالحدّ من معاناتهم".
وأشارت شبكة "لاجئ أنت" إلى أن نحو 2500 لاجئ فلسطيني يسكنون في بيوت على شاطئ البحر تكاد جدرانها تنهار عليهم، "ويُعتبر جلّ البحر من أكثر الأمكنة تضرراً بالعواصف الشتائية، فهو معرضٌ من جهة الغرب لغضب العواصف البحرية، فيما تهدّده مياه الشارع وخطر انزلاق السيارات التي اجتاحت عدداً كبيراً من المنازل القريبة من الطريق من شرقه".
وأكدت أن منازل التجمع تحتاج إلى تأهيل فوري تفادياً لسقوطها فوق رؤوس ساكنيها بسبب فقر العائلات وعدم توافر الإمكانات المادية لبناء مساكن بمواصفات آمنة، إضافة إلى منع الحكومة اللبنانية والقوى الأمنية سكان تجمع البحر من ترميم منازلهم منذ سنوات طويلة، وعدم وجود موانع طبيعية ومكاسر للأمواج مقابل هذه المنازل لحمايتها من الأمواج العاتية.
وقالت الشبكة إن "وكالة الغوث لا تقدّم أيّة خدمات للتجمع الفلسطيني، بحجّة أنه غير مسجلٍ لديها، وتنتشر النفايات في التجمّع، فلا تُوجد حاويات أو أماكن مخصصة لجمعها، كما لا يُوجد عمال نظافة يقومون بهذه المهمة، كما أنّ مياه الصرف الصحي تصبّ في البحر، بسبب انعدام البنى التحتية".
وختمت الشبكة بقولها إن "الدولة اللبنانية تفرض قيوداً شديدةً على دخول مواد البناء إلى مخيمات منطقة صور، وبالتالي صعوبة بناء سدود وحواجز أمام المساكن المهددة بالأمواج".