أرض كنعان
انطلقت فجر الخميس الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية المصغرة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات دول إسلامية عدة أبرزها تركيا وقطر وإيران، وبمشاركة وفد رفيع من حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ويشارك في القمة، بحسب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، 450 من القادة والمفكرين والمثقّفين من العالم الإسلامي.
ومن المقرر أن تتمحور القمة حول "دور التنمية في الوصول إلى السيادة الوطنية"
ومن المنتظر أن يشارك القادة في اجتماع طاولة مستديرة بعنوان "أولوية التنمية والتحديات".
وقال ملك ماليزيا السلطان عبد الله خلال كلمة له في القمة: "وحدة العالم الإسلامي وتحقيق تنميته أمران مهمان لمواجهة الصعوبات والأزمات".
من جانبه، قال مهاتير محمد في الجلسة الافتتاحية للقمة: "نحن لم نقصِ أحدًا، أردنا فقط أن تكون هذه القمة بداية مصغرة".
وألقى مهاتير كلمته في مركز كوالالمبور للمؤتمرات في العاصمة الماليزية.
وأشار إلى أن هذه القمة "ستشهد نقاشات حول الأوضاع الراهنة للمسلمين، وليس عن الدين كمعتقد، مضيفًا نحن جميعًا نعرف أن بلدان العالم الإسلامي تشهد أزمات، ونرى أن شعوب تلك الدول تضطر لترك بلدانها والهجرة لبلدان غير مسلمة".
وتابع: "ومن جانب آخر، نجد بعض المسلمين يمارسون عنفا واستبدادًا حيال بعضهم البعض"،
وتابع "ومن ثم نحن مطالبون بمعرفة كيف ظهرت هذه المشكلات، علينا أن نواجه أسباب الحروب الداخلية، وغيرها من الكوارث، والعمل على تقليل هذه المشكلات، وإصلاح سمعة ديننا".
وشدد مهاتير محمد على ضرورة فهم المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي وإدراك أسبابها، مضيفًا: "وكما نعلم جميعًا أن بعض الدول بعد الحرب العالمية الثانية انهارت ودمرت، لكنها استطاعت الوقوف ثانية، وتطورت، لكن معظم البلدان الإسلامية، لم ينجحوا حتى في نظام الإدارة الجيدة، وليس التنمية فحسب".
بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العالم أكبر من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، مشيرا إلى عمر النظام العالمي الذي يترك مصير شعوب العالم الإسلامي في يد تلك الدول، قد عفى عليه الزمن.
وقال: "انتهى عمر ذلك النظام الذي يترك مصير العالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده سكانه 1.7 مليار نسمة لمزاج ال5 دول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي".
وتابع: "كلما حاولوا إسكاتنا، نقول فلسطين، وأراكان، وليبيا، والصومال، وسوريا، وكلما ضغطوا علينا أكثر نقول بصوتٍ أعلى: العالم أكبر من خمسة"، (في إشارة للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن).
وتطرق أردوغان كذلك إلى الحديث عن المؤامرات التي تحاك ضد بلاده، قائلًا: "لقد جربوا كافة الطرق من افتراءات، وانقلابات، وإرهاب اقتصادي لإسكات تركيا وخفض صوتها، لكننا لم نذعن لأي منها".
بدوره، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "حل مشاكل العالم الإسلامي تكمن في تعاون الدول الإسلامية، وإن القضية الفلسطينية هي الجرح النازف بالنسبة للعالم الإسلامي ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في قمة كوالالمبور".
من جانبه، قال أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده ستواصل وقوفها بجانب المظلومين في القضية الفلسطينية، مضيفًا "العالم العربي قبل مبادرة السلام لحل القضية الفلسطينية، إلا أن إسرائيل هي الطرف الذي لا يقبل الشرعية الدولية ولا السلام".
وبخصوص الإخفاقات التي يشهدها العالم الإسلامي، قال تميم إن "هناك اتهام شائع في هذا الصدد يلقى على التدخلات الخارجية"، مضيفًا "في حين أن الإخفاقات بالعالم الإسلامي، والخيارات الخاطئة ليس سببها التدخلات الخارجية فحسب، بل هناك أسباب أخرى كالكسل، والفشل السياسي".
وكان مهاتير محمد، قد أعلن في 22 تشرين الثانٍي/ نوفمبر الماضي، أن بلاده ستستضيف قمة إسلامية مصغرة، تضم خمس دول، بينها تركيا، بين 18 و21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.