بقلم/ شيماء مرزوق
في الوقت الذي تسرّع فيه الأحزاب الإسرائيلية خطاها نحو استحقاق انتخابات الكنيست في التاسع من أبريل المقبل، تتصدر أزمة غزة دعايتها الانتخابية. بات الحديث عن غزة أشبه بعرف انتخابي يطرح نفسه بقوة على أجندة وبرامج المتنافسين في الانتخابات، كونها الملف الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن.
وبقدر ما تفرض غزة نفسها على أجندة المرشحين، بقدر ما تتأثر بالحملات الانتخابية وبشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، كون الأخيرة ستحدد مصير عدة ملفات عالقة بين الجانبين، أبرزها ملف تفاهمات التهدئة وصفقة الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم حركة حماس خلال حرب 2014.
"لا مفاضلة بين الأعداء"
تُعتبر الانتخابات الإسرائيلية المقبلة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ إسرائيل، وتأثيرها لن يقتصر على الجانب الإسرائيلي بل أكثر مَن يترقّب النتائج ويتأثر بها هم الفلسطينيون.
ومن المفارقة أن حالة الانقسام الفلسطيني وصلت إلى حد الاختلاف على المرشح الأفضل بالنسبة إلى طرفي الانقسام، حماس والسلطة الفلسطينية. ووفق عدة معطيات وتحليلات، تفضّل حركة حماس فوز نتنياهو بينما تفضّل السلطة صعود تحالف "أبيض أزرق".
ولكن عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي يقول لرصيف22 إن لا علاقة للحركة بملف الانتخابات الإسرائيلية ولا يمكن تفضيل حزب إسرائيلي على آخر كون جميع الأحزاب من اليمن إلى اليسار معادية للشعب الفلسطيني وتتنكر لحقوقه المشروعة، والحركة تتعامل مع الاحتلال بكل مكوّناته بذات الطريقة، والمعادلة الموجودة حالياً ستبقى قائمة.
ويؤكد أن هناك مؤشرات إيجابية من طرف الوسيط المصري حول رغبة الاحتلال في الالتزام بتفاهمات التهدئة، مضيفاً: "ندرك أن العدو له حساباته الانتخابية ونحن كمقاومة لسنا طرفاً فيها ولا تعنينا".
"الهدوء مقابل الهدوء"
في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، يواجه حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو قائمة تحالف "أزرق أبيض" المكوّن من حزب قائد الجيش السابق بيني غانتس (الصمود لإسرائيل) وحزب السياسي يائير لابيد (يش عتيد) وشخصيّات إسرائيليّة بارزة مثل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي، في ما بات يُعرف بـ"تحالف الجنرالات".
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل لرصيف22 أنه وفق المعطيات الموجودة فإن أفضل الخيارات السيئة لحماس هو فوز رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية لرغبته في المحافظة على حالة الهدوء واستكمال مباحثات اتفاق التهدئة والتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة، وهذه أولويات الحركة حالياً.
ويضيف أن الهدف من رغبة نتنياهو في التهدئة هو تعزيز الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن المخطط الإسرائيلي لضرب المشروع الوطني الفلسطيني.