ارض كنعان
بعزيمة وإرادة قوية تقدمت الفتاة مي أبو رويضة تجاه السياج الزائل شرق مخيم البريج للمشاركة في الجمعة الـ82 من مسيرة العودة السلمية وكسر الحصار لكنها عادت بدون عينها اليمنى، ما أشعل الحزن والأسى في قلبها الجريح.
الفتاة أبو رويضة (23 عامًا) أصيبت مساء يوم الجمعة 2019-12-6 برصاصة قناص إسرائيلي في عينها الأمر الذي أدى إلى استئصال عينها بالكامل ودخولها في رحلة علاج مؤلمة دفع نشطاء مواقع التواصل الاجتماع للتضامن معها.
عندما أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار شعرت مي بفرحة كبيرة لعودة المسيرات السلمية على طول حدود قطاع غزة لأنها كانت ترغب في التأكيد على حقها بالمشاركة السلمية للمطالبة بحقوقها التي تكفلها القوانين الدولية والانسانية.
تستعد للمشاركة
استعدت مي منذ صبيحة يوم الجمعة للمشاركة في مسيرة العودة مرتدية الكوفية الفلسطينية، وتقدمت بخطوات سريعة تجاه السياج الزائل رافعة علامة النصر في وجه جنود الاحتلال الذين ثار غضبهم ورشقوا مي بقنابل الغاز المسيل للدموع أملًا في دفعها للعودة إلى منزلها.
لكن صاحبة القلب القوي والعيون الثاقبة واصلت ثباتها كالصخرة مما عرضها لإطلاق قنابل الغاز للمرة الثانية والثالثة، ورغم ذلك وقفت مي أبو رويضة شامخة شموخ الجبال في وجه أقوى واعتدى جيوش العالم.
وقبل لحظات من قنصها، لاحظت الفتاة مي نزول أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي من "الجيب العسكري" وكان يؤشر على وجهه في إشارة إلى وجه مي لكن اشارته لم تلق اهتمام الفتاة التي كانت تبتعد عن السياج الزائل مسافة 100 متر ووفقًا للقوانين الدولية والحقوقية فيحق للمطالبين بحقوقهم بالتظاهر السلمي.
لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تلقي بالًا واهتمامًا بالقوانين الدولية والإنسانية، ليطلق قناص إسرائيلي حاقد رصاصة واحدة تجاه مي أبو رويضة لتصيبها بعينها اليمنى، سقطت مي على الأرض وسالت الدماء الزكية.
لحظات قليلة حتى سارعت الفتيات المتواجدات في المكان وخاصة شقيقتيها، لإنقاذها من رصاص جنود الاحتلال، ونقلها إلى المستشفى الميداني لتلقي العلاج اللازم.
إصابة مي وخطورتها دفع المستشفى الميداني لنقلها مباشرة إلى مستشفى الأقصى الذي حولها بدوره إلى مستشفى العيون في غزة بشكل عاجل وفوري لمحاولة انقاذ العين، لكن الرصاصة الإسرائيلية الحاقدة كانت قد اقتلعت عين مي.
سبتقني عيني إلى الجنة
وبعد ساعات من فقدان مي لعينها اليمنى كتبت على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لقد سبقتني عيني إلى الجنة" لتجد تضامن وتفاعل كبير من نشطاء مواقع التواصل التي أعادت إلى الاذهان حادثة المصور الفلسطيني معاذ عمارنة الذي أصيب برصاصة إسرائيلية في عينه اثناء تغطية مواجهات في الخليل.
مي أبو رويضة والتي فقدت عينها قالت لمراسلنا: "هذه الرصاص واستئصال عيني لن تكسر ارادتي وسأواصل السير والمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار حتى انهاء الحصار والعودة إلى الأراضي المحتلة.
وأكدت على أن اصابتها بعينيها زادتها قوة وإرادة وتمسكًا بهذا الطريق ولن تتوقف مطلقًا عن المشاركة في المسيرات السلمية.