ارض كنعان -"اعتراف بريطانيا بفلسطين واجب أخلاقي وسياسي وقانوني، ونلفت انتباهكم إلى ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لم ينسى أولئك الذين كانوا سبب الكارثة والمعاناة والألم لنا"، هكذا علّقت الشابة الفلسطينية آية سالم على صفحة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الذكرى 102 لوعد بلفور الذي منح بموجبه وزير الخارجية آرثر بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 وعدًا لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين على حساب أصحاب وصاحبات الأرض الأصليين.
وعدٌ، ظنت القوى الكبرى آنذاك أن بمقدورها تذويب الحق من ذاكرة وقلوب الأجيال الفلسطينية اللاحقة، ولكن أكثر من مائة عام مرّت ومن يطالبون بريطانيا بالاعتذار اليوم هم جيل الشباب الذين ما عايشوا بلفور ولا النكبة ولا حتى النكسة، بل يعيشون واقع انتهاكات ترتكبها يوميًا قوات الاحتلال الإسرائيلي التي زرعها الانتداب البريطاني.
الشباب الفلسطيني قرروا إحياء ذكرى وعد بلفور لهذا العام بشكل مختلف، إذ عمد مجموعة يطلقون على أنفسهم "جيش الهبد الالكتروني" إلى استهداف صفحة رئيس الوزراء البريطاني وصفحة السفارة البريطانية لدى الاحتلال لتذكيرهم بالجريمة التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا بحق شعب أعزل عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
عودة إلى الشابة آية سالم التي تطالب بريطانيا بتحمّل مسؤولية تصحيح الوضع وإعادة التوازن في المنطقة من أجل غرس ثقافة السلام بين الشعوب، إذ سيبقى هذا الوعد بمثابة إهانة لبريطانيا وسياسييها وحكوماتها المتعاقبة حتى يعتذروا للشعب الفلسطيني ويعترفون بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في حديثها لنوى تقول الشابة العشرينية التي تسكن مدينة رفح :"أنا أصلًا من قرية الجية، احتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، بريطانيا سبب ما حدث واعتذارها واجب أخلاقي يدلل على نيتها التكفير عن خطأها التاريخي".
وتضيف الشابة وهي كاتبة محتوى باللغة الإنجليزية ضمن جيش الهبد الالكتروني :"دورنا كشباب يترسخ في تذكير الجيل البريطاني الجديد بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا، عن طريق منح أرض فلسطين لمن ليس له أرض، وتذكيرهم بأن من دفع ثمن هذا الوعد هو الشعب الفلسطيني وحده" مضيفة إن حملات الضغط الموجهة لصفحات بريطانية رسمية تؤكد أن الشعب الفلسطيني لم ينسى أن بريطانيا مهدت الطريق للاحتلال الصهيوني على أرضنا، وأن مسؤوليتها اتجاهه لن تسقط بالتقادم.
الشاب حسن الداوودي المختص في الدبلوماسية الرقمية وأحد عناصر جيش الهبد الالكتروني، قال لنوى :"في الذكرى 102 لوعد بلفور يكاد يكون جميع من عاصر هذا الوعد من الشعبين الفلسطيني والبريطاني تحت الثرى .. وهذا يلقي مسؤولية تاريخية على الجيل الجديد في بريطانيا لإصلاح ما ارتكبه جيل سابق".
ويرى الداوودي إن الشباب الفلسطيني عليه مسؤولية دق ناقوس الخطر دائم، والتذكير بأن ارتدادات هذا الوعد ما تزال مؤثرة في الحاضر للأجيال الحالية، مضيفًا:" ومن ذلك نجد أن الشباب ينبغي أن يستثمر في وسائل الإعلام الجديد في ممارسة الدبلوماسية الشعبية الرقمية لمخاطبة الشعب البريطاني في هذا الشأن ويظل يتوسع شيئًا فشيئًا في دائرة التأثير..
الداوودي دائم التذكير بأنه من قرية برقة المحتلة عام 1948، وضع على صفحته على الفيس بوك منشورًا يتحدث عن قريته وخارطة واضحة لها مؤكدًا أننا عائدون بعزيمة الشباب الذي لا ينسى.
ويوضح الداوودي :"هذا يتم من خلال تشكيل جماعات ضغط ومناصرة إلكترونية فاعلة نذكر منها على سبيل المثال "اهبد194" التي أفتخر بكوني أحد مؤسسيها والتي تلعب دورًا حيويًا في نشر رواية الحق الفلسطيني من خلال مخاطبة الشعوب عبر الشبكة العنكبوتية" .