ارض كنعان -قطاع غزّة:"إننا اقتربنا من إجراء الانتخابات كثيراً، وجاهزين" جملتان انتشرتا بسرعة الرّصاص في فلسطين المحتلّة، تحديداً في الضفة الغربية وقطاع غزّة، بعدما أبدت حركة حماس، موافقتها وجاهزيتها للانتخابات المقبلة التي طرحها الرئيس محمود عباس، حتى لو سبقت الانتخابات التشريعية أولًا، ثم الرئاسية.
وتأتي التصريحات بعد لقاء جرى بين حماس ورئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، واللقاء مع الفصائل الفلسطينية أيضاً، والتي دفعت ناصر للقول إننا اقتربنا من إجراء الانتخابات كثيرًا، لكن ثمة شروط طرحتها حماس وأيدتها الفصائل، وحملتها اللجنة إلى الرئيس عباس برام الله.
وما أن انتشرت التصريحات، حتى شارك عشرات النشطاء الفلسطينيين/ات في التغريد على وسم #جاهزين، للتعبير عن تأييدهم ودعمهم لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة، تنهي حالة الترهل السياسي وتتيح للشعب اختيار ممثليه، ولكن ماذا قال الشباب تحديداً؟
تتساءل الشابة هداية حسنين حول التصريحات إن اتضحت صدقيتها من جهة بعض الأطراف التي تؤكد جهوزيتها للانتخابات، ونواياهم، فعلى أي أساس سيتم إجراء انتخابات؟ وكيف ستتم في ظل هذا التوتر؟ قائلة :"الوضع يستحق حقاً تغيير كل الذي يحكمون في كل أرجاء الوطن، لكن أولاً جهزوا بيئة الانتخابات المناسبة كي تعطي هذه الانتخابات جدواها، بمعنى أين الجهوزية التي يتحدثون عنها؟".
وتضيف: "صحيح أن الشعب متشوق لإجراء الانتخابات والتغيير، لكن الواقع يدلل والتصريحات تأتي بخلاف الأمنيات".
وتتابع هداية أنه ينتابها شعور بالظلم لعدم تمكّنها من ممارسة حقها في الانتخابات، غير أن ثقتها بالسياسيين باتت مهزوزة بسبب تجارب السنوات الماضية منذ أحداث الانقسام الفلسطيني قبل حوالي ١٣ عاماً.
حول متابعتها لأجواء الانتخابات في البلدان الأخرى، تونس نموذجاً تقول: "أشعر بالفرحة لهذه الشعوب والفقدان على الصعيد الفلسطيني، كما أتمنى أن نتمكن نحن من تحقيق هذا الحق الوطني بالانتخاب واختيار من يستحق أن يمثلنا وهذا بدوره يحتاج صدقاً وجدية وبيئة نزيهة تلائم سريان الانتخابات".
الشاب خليل فحجان ١٩ عاماً، يعتبر التصريحات ليست بجديدة، إنما هي ظلت ترمي بمسامع الفلسطينيين منذ أحداث الانقسام وتحديداً اتفاق الرياض في العام ٢٠٠٩، واتفاق القاهرة في العام ٢٠١١، واتفاق الشاطئ في العام ٢٠١٤، واتفاق القاهرة الثاني في العام ٢٠١٧، مبيناً : "حتى أن الشعب فقد ثقته بكلا الطرفين من كثرتها".
"لم أنتخب بحياتي، لو لم يكن هنالك انقسام ومشينا بدورة الانتخابات الطبيعية، يفترض أنني انتخبت في العام السابق"، يتحدّث الشاب ويكمل: "حابب أجرب الشعور، لم أختر حتى اليوم من يستحق تمثيلنا لا في الرئاسة ولا المجلس التشريعي ولا أي شيء آخر، عدا عن أننا بحاجة إلى ثورة وعي تنقذنا من الطرفين وتدلنا على الصواب في موضوع الانتخابات بحال أجريت بالطبع".
يطمح خليل أن يصبح سياسياً يوماً ما، ويفترض بذلك أن يثق بالسياسيين، لكن للأسف تصرفاتهم جعلته ومعظم الشباب الفلسطيني يفقدون ثقتهم بهم، بل إنها صارت معدومة مبنية على الوهم والوعود الكاذبة، ثم أن تهميشهم لفئة الشباب في المجتمع وتناسيهم لمشاكلهم وأدوارهم أزمة كبيرة يعانون منها – وفق تعبيره -.
ويتابع: "مللنا من الوعود المتكررة دون تنفيذ، نريد انتخابات ووعي سياسي، فعلي سبيل المثال لا الحصر، في انتخابات تونس أعجبني ترشح المرأة وأتمنى أن نسير بمحاذاتهم، إذا ما صدقوا بالطبع".
ونقلت شبكة قدس الإخبارية نقلاً عما أسمته بمصادر خاصّة "أن حماس وضعت شروطاً أولية لضمان عقد انتخابات بأجواء ايجابية، بالرغم من المرونة التي أبدتها لعدم اشتراط عقد الرئاسية مع التشريعية على السواء بالتزامن".
وتضمنت شروط حماس - وفقًا للمصادر-، أن تعقد الانتخابات الرئاسية بعد التشريعية بوقتٍ لا يزيد عن ٣ أشهر، وذلك بمرسومٍ ضامن، وأن تعاد حقوق النواب بالضفة ويتم تسوية أوضاعهم بشكلٍ قانوني، حيث قطعت رواتب عدداً من نواب حماس، وتعرضوا للملاحقات من قبل السلطة برام الله.
كما جاء من بين المطالب الفصائلية، أن تقام الانتخابات في أجواء حرة نزيهة وشفافة، وأن تشمل مشاركة مدينة القدس المحتلة فيها، إضافة إلى إلغاء أو تحييد المحكمة الدستورية عن الانتخابات.
ونشرت وسائل إعلامية وشخصيات فلسطينية، وثيقة قالت بأنها رسمية، عقب لقاء الفصائل بما فيها حركة حماس، بخصوص الانتخابات، وتضمنت على محددات تقترب من تلك التي حملّتها حماس لناصر، كي تكون مجتمعة إطارًا ممثلًا لموقف فصائل العمل الوطني بغزة للرئيس عباس.