ارض كنعان - قال الكاتب الإسرائيلي آساف غولان إن "الخبراء الإسرائيليين يتساءلون عن الدور الذي قد تكون لعبته إسرائيل في اغتيال زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، خاصة وأن إسرائيل سبق لها أن نقلت معلومات استخبارية مفتاحية لإحباط عمليات وهجمات دامية كان سينفذها التنظيم، وربما يكون القرب الجغرافي بين إسرائيل وسوريا له دور إضافي في توفير مثل تلك المعلومات الأمنية الهامة".
وأضاف غولان في تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، أن "السؤال يبقى ماثلا عن طبيعة الدور المباشر الذي قامت به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في نقل ما لديها من معلومات إلى نظيرتها الأمريكية لتنفيذ عملية قتل البغدادي".
أفيف أورغ الخبير الإسرائيلي في شئون تنظيم الدولة والقاعدة ومنظمات الجهاد العالمي، قال إن "إسرائيل نقلت في السابق معلومات أمنية عن التنظيم في الوقت المطلوب، ومنعت تنفيذ هجوم دامي في استراليا، لكن من الواضح أن هذه المرة لم تكن هناك حاجة للمساعدة الإسرائيلية".
وأضاف أورغ المحاضر في مركز دراسات الأمن القومي "هاينس" أنه "سبق لإسرائيل أن تتبعت تنظيم القاعدة في السابق، وحين توفر لديها معلومات أمنية حساسة عن وجود نوايا جادة لتنفيذ عملية جوية في استراليا، تم نقل المعلومات إلى جهات الاختصاص في تلك الدولة، ونجحنا بالفعل في إحباط الهجوم".
وأشار إلى أننا "نعلم ان إسرائيل استطاعت اختراق الحواسيب الخاصة بقادة التنظيم، ولذلك يمكن الافتراض أنه كان لديها معلومات معينة عن البغدادي، لكن من الواضح ان الأمريكان في هذه المرة اعتمدوا على حلفائهم في الميدان ذاته، وليس على مساعدة إسرائيلية مباشرة أو التفافية".
هل لـ"اسرائيل" دور؟
سيما شاين رئيسة كتيبة الأبحاث في جهاز الموساد السابقة قالت إن "محاربة هذه التنظيمات تحظى بإجماع دولي عالمي، بحيث يمكن من خلاله تكثيف العمل بين مختلف الدول للجري خلف تحصيل معلومة ما، في ظل وجود توافق على ضورة استئصال هذه الجماعات والتنظيمات".
أما بخصوص السؤال المركزي حول دور إسرائيل في المساعدة باغتيال البغدادي، فأشارت أن "الدور الإسرائيلي يبدو صغير نسبياً، لأن جوهر العمليات التي ساعدت الأمريكان في الوصول إليه هم الأكراد والسوريون، هذان العنصران الأساسيان موجودان على الأرض، وقادران على نقل المعلومات المباشرة، وفي حال كان هناك دور إسرائيلي في هذه العملية، فلا أظن أن أحدا سيتحدث عنه".
وأكدت أن "التجربة السابقة تعطي الاستنتاج بأن أوساطا إسرائيلية لا تتحدث عن نفسها، وعن الدور الذي تقوم به من خلال نقل معلومات لإحباط هجمات للتنظيم، وفي حال تواصل الصمت الإسرائيلي فيمكن الخروج بخلاصة مفادها أنه لم يكن لنا دور مباشر في هذه العملية، لأن البغدادي والتخلص منه لم يتصدر أولى اهتماماتنا السرية".
مساهمة تواضعة
الجنرال يوسي كوبر فاسر الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- أمان، قال إنه "يصعب الجزم بوجود دور واسع لإسرائيل في عملية اغتيال البغدادي، لا أنفي أي دور كلياً، لكن يمكن الافتراض أن مساهمتها في العملية متواضعة، والسبب في ذلك ان تنظيم الدولة الإسلامية لم يضع إسرائيل على صدارة تهديداته، وكهدف مركزي لعملياته الدامية، وبالتالي فإن النظرة الإسرائيلية تجاه التنظيم هي ذاتها".
وأشار أن "إسرائيل تتصدي بصورة مباشرة لإيران، والجهات التي تعمل بتوجيه منها في المنطقة، هذه هي الأطراف التي تتصدر اهتماماتنا ومعلوماتنا، صحيح أن إسرائيل تلاحق كل هذه الجهات المعادية، لكن لديها جدول أعمال مرتب ومنظم، لا يمكن لي نفي أي دور لإسرائيل في تعقب البغدادي، لكن من الصعب الخروج باستنتاج مفاده أنه كان لها مساهمة فعالة مباشرة في الوصول إليه".