ارض كنعان -فرحة رؤية علم فلسطين يرفرف في منصات التتويج لا توصف"، بهذه الكلمات عبرت لاعبة الكاراتيه حلا القاضي عن فرحتها بتتويجها بذهبية بطولة اسطنبول الدولية للكاراتيه عن فئة فوق18 عام.
حلا ابنة الثمانية عشر عامًا من بلدة دير استيا في مدينة سلفيت بالضفة الغربية، دأبت منذ كانت في السابعة من عمرها على ممارسة رياضة الكاراتيه رفقة شقيقها في نادي البيرة للكاراتيه، تقول: "كان والديّ يريدان لنا قضاء وقت الفراغ بعد المدرسة وتفريغ طاقاتنا في رياضة أو هواية، فكان الكاراتيه هو العنوان".
وتجمع الكاراتيه بين رياضة الجسم ورياضة العقل، فهي بحاجة إلى التفكير والهدوء، وتهتم أيضًا بأخلاق اللاعب قبل المستوى الفني له، فبدأت حلا بالتدريب منذ كانت في السابعة من عمرها رفقة شقيقها الأصغر كما تروي.
للقاضي العديد من المشاركات المحلية والدولية، فهي شاركت حصدت فيها تسع ذهبيات ف البطولات المحلية، أما مشاركتها الخارجية الأولى فكانت في بطولة غرب آسيا عام 2016 والتي أقيمت في الأردن لتحصد فيها "البرونزية"، ومشاركتها الثانية في بطولة غرب آسيا عام 2019 في الشارقة بأبوظبي لتحصد "الذهبية"، ومشاركتها الأخيرة أواخر الشهر الماضي في البطولة الدولية في اسطنبول لتحصد الذهبية.
وأكدت أن مشاركتها الأخيرة في اسطنبول كانت برفقة فريق فلسطين للكاراتيه حيث أقيم معسكر تدريبي في صقارية قبل التوجه إلى تركيا للمشاركة في بطولة اسطنبول المفتوحة والتي ضمت في مشاركتها أكثر من 1000 لاعب ولاعبة من 57 دولة مشاركة، والتي استطاعت أن تحصد الذهبية فيها بعد المنافسة مع خمسة لاعبات من "اليونان، وتركيا، والمغرب، والنرويج".
وعبّرت اللاعبة الشابة عن فرحتها الكبيرة بهذا الفوز، خاصة بعد رؤيتها لفرحة فريقها وأيضا فرحة الدول المشاركة لها، بالإضافة إلى فرحتها الكبيرة برؤية علم فلسطين يرفرف على منصات التتويج، وأضافت أن هذا الفوز كان بمثابة الحافز لضرورة مواصلة التدريب لجعل علم فلسطين متواجداً دائما في البطولات.
درس القاضي الهندسة المدنية في جامعة بيرزيت في عامها الأول، وتؤكد أنها لطالما استطاعت أن تنظم وقتها بين دراستها وتدريبها، بالإضافة إلى أن الكاراتيه أضفت لحياتها الشيء الكثير، إذ استطاعت أن تقابل العديد من الشخصيات من داخل الوطن وخارجه، من خلال مشاركتها في البطولات أو من خلال التدريب وهو ما أضاف لحياتها الاجتماعية شيئاً كثيرًا.
وعن تأثير الكاراتيه على حياتها تروي إن هذه الرياضة تجعل لدى اللاعب القدرة على التحكم في النفس، والقدرة على تنظيم الوقت، والعمل تحت الضغط، وأيضا القدرة على التركيز الكبير.
لا تلتفت القاضي للتعليقات السلبية حول كونها فتاة وتمارس هذه الرياضة، مؤكدة أنها لا تٌلقي بالا لها، وأنها لا تدخل إلى أية بيئة تشعر أنه لا يوجد بها قبول لها، فهي لطالما حظيت بالدعم الكامل من عائلتها وأصدقائها وناديها ومدربها، الذين يشجعونها على المواصلة والاستمرار، وأن عائلتها زرعت فيها الثقة الكاملة بالنفس لعدم الالتفات لمثل هذه التعليقات والآراء.
ودعت القاضي الفتيات إلى ممارسة الأشياء التي يحببنها وألا يلتفتن إلى الآراء السلبية، لأن رؤية الإنجاز تمحو كل الأشياء السلبية الأخرى.
تستعد القاضي حاليًا للمشاركة في بطولة العالم للكاراتيه في نهاية هذه الشهر والتي ستُقام في دولة تشيلي، وتطمح في تحقيق فلسطين للمركز الأول في البطولات العالمية ليرفرف علم فلسطين في البطولات العالمية.