ارض كنعان -منذ شهرين ويومين، تفتقد والدة الأسيرة "هبة اللبدي" روح بيتها وفراشته، لم يعد لرائحة النسكافية الذي تعده كل يوم ولا خطواتها التي تأتيها من الحديقة المحيطة بالبيت وجود، غابت "بهجة البيت والأن لا رائحة ولا طعم للبيت" قالت الوالدة.
والدة اللبدي (32 عاما) تحدثت بكل حسرة عن غياب أبنتها التي رافقتها لحضور فرح كبير لخالها، فتحولت الرحلة إلى غصة ووجع للأهل، ومعاناة لهبة في السجون.
وبدأت معاناة الأسيرة الأردنية اللبدي، في 20 أب الفائت عندما رافقت هبة والدتها وخالتها إلى الضفة لحضور حفل زفاف أحدى أقاربها في مدينة نابلس، وعند وصولها عند الجانب الإسرائيلي حجز جواز سفرها للفحص، وبعد ساعات من الانتظار أخبروا الوالدة أن تكمل طريقها وأن تتواصل مع أبنتها من خلال الارتباط العسكري في الضفة، وأنها معتقلة.
الوالدة التي عادت الأن إلى منزلها في عمان، قالت في مقابلة تلفزيونية، أنها رأتها في المحكمة أول مرة بعد التحقيق لاحظت أنها خسرت كثير من وزنها، وعندما سألتها بالإشارة من بعيد عن أحوالها، أجابتها أنها خسرت سبعة كيلو من وزنها، هذا ولم تكن قد أعلنت الإضراب بعد.
تقول الوالدة:" أعتبر أن أبنتي مضربة عن الطعام منذ اليوم الأول لاعتقالها، فهي لا تأكل كل أنواع الطعام وهو ما جعلها تخسر هذا الوزن حتى قبل إضرابها".
ولعل ما زاد من خوف العائلة على أبنتها ما كشف عنه فيما بعد من التحقيق القاسي الذي تعرضت له خلال التحقيق إذ قالت المحامية التي قامت بزيارتها نقلا عنها أنها تعرضت لتعذيب جسدي ونفسي.
فحين اعتقالها تعرضت للتفتيش العاري، وتركها تحت الشمس حتى نقلها لغرفة تفتيش ثانية، ومنها إلى القدس "مركز تحقيق المسكوبية، ومنه إلى مركز تحقيق "بيتاح تكفا" القريب من تل أبيب، حيث احتجزت في زنزانة لأقل من ساعة لتنقل لتحقيق أستمر لساعات الفجر الأولى.
بقيت اللبدي 35 يوماً في التحقيق الذي كان عبارة عن تعذيب نفسي مريع، من صراخ وتحرش واستفزاز وشتائم و تهديد باعتقال الأم والأخت والخالة في محاولة لانتزاع اعتراف منها، إلى جانب معانتها خلال النقل في البوسطة، وتهديدها بعدم السماح لها بالعودة إلى منزلها بالأردن.
كل هذه المعاناة والتحقيق القاسي كان بسبب صمودها وعدم تقديمها لأي إعتراف، وهو ما جعل الاحتلال يحولها بعد 35 للإعتقال الإداري، وهو ما جعلها تعلن مباشرة الإضراب عن ال\عام، ورفعت شعار أنها لن تفك إضرابها حتى تعود لمنزلها في الأردن، وقالت في شهادتها للمحامية:" مأساة الاعتقال الإداري يجب أن تنتهي وأنا ذاهبة للنهاية فإما النصر وإما الموت، وإذا مت فاشبعوا باعتقال جثتي إداريا".
وحتى الأن، تواصل اللبدي إضرابها لليوم 29 على التوالي، منعت عائلتها من الزيارة خلالها، وحولت للعزل في سجن "الجلمة"، بسبب هذا القرار
وحول ظروف اعتقالها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها صدر أمس الإثنين (21 أكتوبر 2019، إنها تواصل اضرابها المفتوح عن الطعام وسط تدهور ملحوظ على حالتها الصحية.
وقالت الهيئة إن اللبدي تمر بأوضاع صحية سيئة للغاية، حيث تشتكي من نخزات وأوجاع حادة بالقلب، ومن ارهاق ودوخة مستمرة وشعور بالإغماء، وآلام في المعدة.
الوالدة التي لا تجد خيارا لها سوى العودة إلى منزلها في الأردن لانتظار أبنتها، دعت كل من يستطيع التدخل لأنفاذ حياتها والإفراج عنها، فلا تهمة واضحة بحقها حتى الأن ولا سبب لهذا الاعتقال، وقالت: "إذا كانت هناك تهمة واضحة لماذا لم تظهر بعد شهرين من الاعتقال".