ارض كنعان -"حصلت على تحويلة العلاج بالخارج، بعت أثاث غرفة نومي بقيمة 900 شيكل، سلّمت زوجتي 200 منهم، ودفعت نصف إيجار المنزل ثم انطلقت فيما تبقى كمصروف لي في رحلة علاجي"، يتحدّث الجريح الفلسطيني سامر الصوير 34 عاماً من قطاع غزّة.
في الـ 20 من نوفمبر / تشرين الثاني للعام 2000، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه بينما كان يرفع علم الاحتلال الإسرائيلي من على جدار مستوطنة، حينها كان يبلغ من العمر 15 عاماً، أصيب بأربع رصاصات وشظايا من قذيفة مدفعية أدت إلى بترٍ في ساقه اليمنى – وفق قوله -.
ويضيف: "استطعت في تلك الفترة السفر إلى ألمانيا مرتين لتركيب طرف صناعي خلال مرحلة مأساوية في العلاج، بتحويلة طبية وأمر من الراحل ياسر عرفات، لكن الطرف بدأ بالتهالك بعد حوالي 15 عاماً، وهنا بدأت قصّة ثانية مع الفقد.."
الطرف الصناعي لم يعد صالحاً للمشي عليه، مكسور ومثبّت في مرابط يمكن أن تودي به أرضاً بأي لحظة، سامر صار أب لأربعة أولاد وبنت واحدة، يعيش في منزل بالإيجار، يخصم من راتبه شهرياً، يتبقى من الراتب 200 شيكل فقط ويحتاج إلى أدوية بقيمة 250 شيكل أيضاً.
كيف تدبّر أمرك؟ سؤال وجهناه له إلا أنه أجاب: "في غزّة لا أحد يموت من الجوع، هناك أناس تسندك من حيث لا تدري، تجعلك تدبّر أمرك بصورة غير مخطط لها، ليس حل بالتأكيد، لكنه وضع غزّة الطبيعي منذ فرض الحصار الإسرائيلي على غزّة".
في العام 2018، استطاع سامر الحصول على تحويلة علاج إلى المستشفى العربي في بيت لحم، وبعد شهرين من المعاناة استطاع تركيب طرف صناعي جديد بلغت قيمته 11 ألف شيكل، ثمّ عاد إلى غزّة.