ارض كنعان -كان علي أكبر ذو العشرين ربيعا يمني النفس بالاستمرار في اللعبة المفضلة لديه، وأن يواصل رفع اسم بلده عاليا في المحافل الخارجية، إلا أن رصاصة قناص أودت بحياته في الاحتجاجات التي خرجت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي وخلفت أكثر من 130 قتيلا إلى جانب آلاف المصابين.
وأحرز البطل علي أكبر ذهبية بطولة غرب آسيا الأخيرة التي أجريت في العاصمة الأردنية عمان خلال شهر يوليو/تموز الماضي، وكان ذلك آخر إنجاز أهداه للعراق قبل مقتله.
ولد علي أكبر في عام 1999، وهو الثالث في الترتيب بين أشقائه وسط عائلة تعاني من شظف العيش في مدينة الصدر، أحد الأحياء الفقيرة في العاصمة بغداد.
مارس هوايته في لعبة الجودو بنادي الحسنين، ثم انتقل بعدها إلى نادي الميثاق، ومثل أيضا ناديي الشرطة والجيش، كما مثل منتخبات العراق بالجودو في كل الفئات العمرية.
يروي سلام كامل مدرب علي أكبر وأحد المقربين منه تفاصيل مقتله خلال المظاهرات، وقال إن الراحل كان مع مجموعة من الشباب في شارع فلسطين وهم يرددون شعارات وطنية رافعين الأعلام العراقية، وباغتته رصاصة قناص استقرت في رأسه لتسقطه أرضا ويخسر العراق بطلا رياضيا مميزا.
وكشف كامل أن علي أكبر كان يتلقى راتبا مقداره 350 ألف دينار (نحو 290 دولار) شهريا عندما كان لاعبا في نادي الجيش، وكان يتبرع بجزء كبير منه للعائلات المتعففة في منطقته.
ونعت لجنة الشباب والرياضة في البرلمان العراقي مقتل البطل علي أكبر، وأعربت في بيان لها عن عميق حزنها لخسارة أحد الأبطال الرياضيين خلال المظاهرات.
وقالت اللجنة البرلمانية في بيانها "لقد فقدنا مشروع بطل أولمبي ومشروع شاب عراقي صاحب موهبة، الحكومة قصرت معه، إذ إنها لم تصرف رواتبه الشهرية هذا العام، ولم تتمكن من حمايته إلى جانب المتظاهرين".
ولم يكن البطل علي أكبر يمارس لعبة الجودو فقط، بل كان يواصل دراسته في الصف السادس الإعدادي وكان يطمح لدخول كلية التربية الرياضية، كما كان يعمل في ورشات البناء بحثا عن مورد رزق إضافي يغطي به شيئا من احتياجاته واحتياجات عائلته.