Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
64479

أكاديمية العصافير (عملاء السجون)

بقلم/ حسام الدجني

 

العصافير مصطلح يُطلق على المتعاونين مع إسرائيل (العملاء والجواسيس)، حيث دَرَجَ هذا المصطلح في أدبيات الأسرى الفلسطينيين منذ الانتفاضة الكبرى1987م وحتى يومنا هذا، وتتمثل مهام العصافير داخل السجون الإسرائيلية، باستدراج المعتقل والحصول على أكبر قدر من المعلومات والاعترافات، منتحلين شخصيات دينية ووطنية وسياسية.

 

فبعد أن يتم جلب المعتقل لغرف التحقيق، ويتم استجوابه وتعذيبه، يتم تحويل المعتقل إلى زنزانة انفرادية، يكون من يمينه ومن يساره مجموعة من المتعاونين أمنياً مع الجيش الإسرائيلي، يحاولون خداع المعتقل، ويوهمونه بأنهم قادة من قادة العمل الوطني والإسلامي.

 

بعد ذلك يحول المعتقل إلى سجن، وكما هو متعارف ينبغي على المعتقل الالتزام بأحد الفصائل، ولكنه في هذه المرحلة يرسل إلى معتقل وهمي يكون جميع من بهذا المعتقل هم من العصافير يشكلون أكاديمية متكاملة الأركان، لو نظرت إلى وجوههم تحسبهم علماء ومشايخ، ولو سمعت ما ينطقون تعتقد أنك أمام الخليفة عمر، أما لو صليت خلفهم تظن أنك في المسجد الحرام.

 

ويروي هنا أحد قادة المقاومة بقصة تتعلق بالعصافير، بعد أن تم اعتقاله والتحقيق معه، لم يعترف، وأيضًا كان نبيهًا، فلم تستطِع أكاديمية العصافير النيل منه وأخذ أي اعتراف، فما كان من الشاباك الإسرائيلي إلا أن هدَّده بالإبعاد إلى جنوب لبنان، فلم تتأثر معنويات هذا القائد الفذ، فتم نقل هذا الشخص عبر طائرة مروحية إلى جنوب لبنان، وتم إنزاله من الطائرة وتركه يسير لمسافة طويلة، وأثناء سيره في جبال وأحراش لبنان انقض عليه مجموعة مسلحة وملثمة وتحمل شعارات حزب الله اللبناني، وفعلًا حقّق معه الملثَّمون على أنه عميل لإسرائيل، فوقع بطلنا في الفخ واعترف بأنه قائد ومناضل وأنه يتبع لفصيل ما ولقائد ما، وهنا وقع قائدنا في فخ أكاديمية العصافير، فكانوا هؤلاء الملثمون هم من عصافير إسرائيل (جواسيس) في جنوب لبنان عندما كان محتلاً.

 

قصة أخرى فيما يتعلق بالعصافير، حيث روى أحد الأسرى، بأن أُستاذًا جامعيًا اعتقلته القوات الإسرائيلية ونقلته إلى أحد المعتقلات، وحقَّق معه الشاباك ولم يفلح في انتزاع أي اعتراف منه، فقام بنقله للمعتقل، وعرضت لجنة القوى الوطنية والإسلامية كما هو متعارف عليه داخل السجون حول الانتماء السياسي، فاختار فصيل ما، وعند دخوله للغرفة (المردوان)، وقعت عينه على شيخ طاعن بالسن، فتناولا أطراف الحديث، فوجد دكتورنا الفاضل أن هذا الشيخ يحمل من العلم الشرعي والسياسي الكثير، فوثق دكتورنا بالشيخ وبدأ بالاعتراف حول انتمائه لأحد فصائل العمل الوطني، ولم يعلم أستاذنا أنه وقع في أكاديمية العصافير، وأن هذا الشيخ هو أحد الجواسيس، فتم تسجيل اعترافه.

 

وهناك الكثير من القصص والغرائب التي يقع بها أسرانا، فعلى شبابنا الذين يقعون بالأسر أن يحافظوا على كلامهم وعلى تصرفاتهم، فخير الكلام ما قلّ ودلّ، وإن سقطت معلومة هنا أو هناك أمام العصافير فلينكرها أمام ضباط الشاباك.