Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح
جبريل عودة

" أوسلو " أم النكسات ومستنقع النكبات

بقلم : جبريل عوده*
هي أم النكسات , ومستنقع النكبات , بوابة الضياع وسرداب التيه الوطني , إتفاقية أوسلو المشئومة , شكلت بداية الإنحدار للمشروع الوطني الفلسطيني , وسكة التراجع للتأييد العالمي التي كانت تتمتع به القضية الفلسطينية , وساهمت في ضعف التضامن الأممي مع مظلومية شعبنا الفلسطيني , (13 -9-1993م) يوما أسودا في تاريخ قضيتنا فيه وضع الثائر يده في يد المحتل القاتل , وأطلق إعلام النظام العالمي الجديد عن ذلك المشهد " سلام الشجعان", في تشويه لمعنى الشجاعة الحقيقية , فأي شجاعة وأي بطولة تلك التي تنتج لنا إعترافاً بالمحتل وتضفي شرعية على إغتصابه لقرابة (80%) من أرض فلسطين ؟ وأي سلام هذا الذي يبنى على قاعدة التسليم بمنطق الإحتلال ,الذي أمعن في شعبنا بالمجازر الدموية , وأجرى عليهم بقوة الإرهاب سياسية التهجير وخطط الترانسفير ؟! , أليس ذلك السلام المشبوه هو إذعان الذبيحة لسكين قاتلها ؟! .
لقد شكلت إتفاقية أوسلو الكارثية , ضربة في صميم التعبئة الوطنية الفلسطينية , فلقد حولت المحتل على شريك " سلام " , وجعلت من المستوطن جار له الحق في خيرات بلادي , والعيش بأمان على أرض أجدادي , وأوجدت إتفاقية أوسلو نصاً جوهرياً إستطاعت من خلاله أن تجعل من الفدائي حارساً لأمن المستوطنات , ولازال هذا النص المقدس سارياً المفعول عبر ما يعرف بالتنسيق الأمني , وأصبحت مقاومة الإحتلال والمستوطنين عملاً تخريباً , والتباهي بكشف العمليات الفدائية وإحباطها عملا وطنيا , وأصبح ذلك من صميم العقيدة الأمنية لأجهزة أمن السلطة , كما سعت أوسلو إلى تغيير الثقافة الفلسطينية لصالح مشروع " التعايش والسلام " عبر إقامة معسكرات صيفية للأطفال والشباب مشتركة ما بين الفلسطينيين والصهاينة , فهل يتعايش المذبوح من الوريد إلى الوريد في وطنه المسلوب مع من تسبب بنكبته وتهجير أهله من ديارهم ؟.
ومما لا شك فيه أن إتفاقية أوسلو , كانت مفتاحاً لحظيرة المطبعين التي هرولت سراً وعلانية للتطبيع مع الإحتلال الصهيوني وإقامة العلاقات التجارية والدبلوماسية , فلقد رُفع العتب كما يقولون من خلال توقيع الفلسطيني على إتفاقية " سلام " مع العدو وإعتراف بكيانه , ولسان حالهم يقول " لن نكون ملكيين أكثر من الملك " , فكانت أوسلو مادة الدعاية والتبرير لإعلام الأنظمة العربية , في التخلي عن أي دعم أو إسناد حقيقي للشعب الفلسطيني وقضيته , بل تجرأ البعض منهم في وصف مقاومة شعبنا بـ "الإرهاب " والشواهد على ذلك كثيرة.
رغم مرور ستة وعشرون عاما على إتفاقية أوسلو , فإن الإحتلال ضرب بعرض الحائط هذه الإتفاقية , ولم ينفذ منها إلا ما يصُب في مصلحته , في حين لازال فريق سلطة الحكم الذاتي برام الله , يتمسك بهذه الإتفاقية , بل ويقوم بتنفيذ ما تنص عليه بنودها الأمنية بالشكل الذي يخدم الإحتلال ويوفر الهدوء والإستقرار لمستوطنيه, رغم الرفض الشعبي والفصائلي لإتفاقية أوسلو , وما صدر عن إجتماعات المجلس المركزي والوطني من قرارات خلال عام 2018 من التهديد بوقف العمل بإتفاقية أوسلو وملحقاتها , إلا أن ذلك لم يطبق على أرض الواقع , وإستمرت السلطة وأجهزتها بالحفاظ على إتفاقية أوسلو والحرص الزائد على تنفيذ كل بنودها بلا إسثتناء .
إطلاق الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار , على فعاليات الجمعة (74) شعار " فلتشطب أوسلو من تاريخنا " يعتبر تأكيداً على الإجماع الوطني الفلسطيني برفض ومعارضة إتفاقية أوسلو , حيث أن هيئة مسيرات العودة تشكل أكبر تجمع وطني فلسطيني يضم كافة الفصائل والأحزاب والتجمعات والهيئات المدنية والهيئات العشائرية والنقابات وغيرها , ويأتي إطلاق هذا الشعار في الذكرى السادسة والعشرين لإتفاقية أوسلو , تصويبا للمسار الوطني وتصحيحا للبوصلة الفلسطينية , ومحاولة جادة لبناء المشروع الوطني الفلسطيني على قاعدة راسخة تتمسك بالحقوق الوطنية وثوابت القضية , والتي لا يمكن لأي كان أن يتصرف بها وفقاً لأهوائه أو إجتهادات حزبه , ما نحتاجه في هذه الذكرى السوداء في تاريخ شعبنا أن نسعى إلى شطبها من تاريخنا وواقعنا , وأن نمحو أثارها من مستقبل أجيالنا , وأن نتحلل من هذه الخطيئة على المستوى الوطني بإنهاء التعامل بموجب بنودها التدميرية , وأن نوحد كل جهودنا في إطار بناء النظام السياسي الفلسطيني الوحدوي القادر على مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها قضيتنا وقيادة مرحلة التحرر الوطني من نير الإحتلال البغيض , فلقد أثبتت التجربة التاريخية أن داء الإحتلال الذي ينهش بالجسد الفلسطيني لا يبرئ منه إلا بالمقاومة.
كاتب وباحث فلسطيني
13-9-2019م