أرض كنعان
اعتقد الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن الوفد المصري قد وصل لقطاع غزة بعد شهرين من الانقطاع، لوقف التوتر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى المضي قدمًا في ملف المصالحة الفلسطينية، ولاسيما بعد اجتماعه مع "موسى أبو مرزوق" و"عزام الأحمد وماجد فرج" في لقاءين منفصلين في القاهرة ورام الله على الترتيب.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين المجاهد محمود الأدهم أثناء قيامه بواجبه ضمن قوة حماة الثغور شمال شرق قطاع غزة ما أدى إلى استشهاده.
وظنَّ "حبيب" في حديثٍ صحفي أن الوفد المصري قد نجح بالفعل في احتواء التوتر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مع دخول المرحلة الثانية من التفاهمات بالبدء بمشاريع البنية التحتية والمدينة الصناعية.
وأكد أنّ اعتذار الاحتلال للمقاومة الفلسطينية "فعل غير مسبوق"، محذرًا من الركون لهذا الاعتذار، ولتعهداته، منوهًا أن استطلاعات الرأي الإسرائيلية أشارت لفشل "نتياهو" في تشكل الحكومة المحتملة في السابع عشر من سبتمبر – أيلول القادم، وقد يلجأ لحربٍ للتخلص من فشله.
ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية، يجب أن تتحلى بالمسئولية تجاه الرد، "لأننا في معركة طويلة الأمد، ويجب أن ندرس خطواتنا جيدًا، واعتقد أن المسئول يجب عليه قراءة الاحتمالات كافة، واتخاذ القرار المناسب".
تبرير وليس اعتذار
ورفض المختص بالشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد وصف تصرّف الاحتلال بالاعتذار بعد قنصه للشهيد "الأدهم" ناعتًا إياه بـ "تبرير القتل" حسب تصريحاتهم.
وتوقّع في حديثه أن تردّ المقاومة الفلسطينية خلال الساعات والأيام القليلة القادمة، عبر عملية قنص أو طريقة مختلفة، مشيرًا إلى أن ما حدث أمس من إطلاق صاروخين لا يعتبر ردًا.
وأرجعْ عدم رد المقاومة الفلسطينية سريعًا على عملية قتل الشهيد "الأدهم" عدم التسبب بالإحراج للوفد المصري في غزة.
وأشار إلى أن الاستنفارات الأمنية ما زالت في الكيان، مخافة الرد من جانب المقاومة الفلسطينية، مستبعدًا تطور الأمور لحرب مثل 2014 وغيرها، لأن الاحتلال يعتبر قطاع غزة جبهة صعبة، وخوض الحرب مرهق ومكلف جدًا للجيش الإسرائيلي.
وأكد "مقداد" أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مهيأة لخوض عملية عسكرية، فالمستوطنون يهرعون لمراكز الدعم النفسي والقلق والهلع، لأنهم باتوا يعانون من مشاكل نفسية كبيرة، بسبب انطلاق صفارات الإنذار، سواء كان هناك إطلاق صواريخ من غزة أم إنذار كاذب.
وشدد أن "نتنياهو" يسوّف ويماطل في تنفيذ التفاهمات مع قطاع غزة، محاولًا كسب الوقت حتى السابع عشر من أيلول القادم، مشيرًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفّذ قرابة 5% من التفاهمات، المتعلقة بالصّيدِ والوقود ودخول بعض الأموال القطرية.
وأوضح أن نتنياهو لا يريد المضي أكثر من تنفيذ التفاهمات كي لا يخسر جمهورًا أكبر، لأن الإسرائيليين يعتبرون ذلك تنازلًا منه لقطاع غزة أو "الإرهاب" على حد وصفهم.
وكان مصدر مطلع في المقاومة الفلسطينية كشف مساء الجمعة كواليس الأحداث التي جرت بين الاحتلال الاسرائيلي وقيادة المقاومة عبر الوسطاء على خلفية استشهاد المجاهد محمود الأدهم.
وأكد المصدر في تصريح صحفي، هرولة الاحتلال منذ اللحظة الأولى وسعيه الحثيث للتهدئة، من خلال رسائل بعثها عبر الوسطاء.
ولفت المصدر إلى أن رد المقاومة كان واضحا وأرسلت للاحتلال رسالة مفادها: "هذا تجاوز غير مقبول وسنجري تقييما للرد على خرقكم".