أرض كنعان
أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري اليوم الثلاثاء أن احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق الأسبوع الماضي "لن يبقى دون رد".
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن باقري قوله "احتجاز ناقلة النفط الإيرانية استنادا إلى حجج ملفقة، لن يبقى دون رد، وعند الضرورة سترد طهران بالشكل المناسب".
وصعد مشاة البحرية الملكية البريطانية إلى السفينة "غريس 1" قبالة ساحل جبل طارق الخميس، واحتجزوها بسبب اتهامات بخرقها عقوبات الاتحاد الأوروبي بنقلها النفط إلى سوريا.
وطالبت طهران بالإفراج الفوري عن الناقلة، في وقت هدد قائد في الحرس الثوري الجمعة باحتجاز سفينة بريطانية ردا على ذلك.
وكان المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي قد وصف احتجاز ناقلة نفط تابعة في جبل طارق بأنه قرصنة، وأكد أن طهران ترفض أي تحرك يزيد من توتر المنطقة.
وأضاف أن ناقلة النفط لم تكن متجهة إلى سوريا وأنها لم تكن تخترق سيادة أي دولة، مصرحا بأنه لا يحق لدولة تبعد آلاف الكيلومترات الحديث عن ضمان أمن المنطقة.
وصرحت مصادر من الخارجية الإسبانية للجزيرة بأنه قبل احتجاز القوات البريطانية لناقلة، أجرت لندن مشاورات مع مدريد تتعلق بمعلومات عن حمل الناقلة -التي كان مقررا أن تتوقف بمنطقة جبل طارق- شحنة من النفط الخام وجهتها النهائية سوريا.
وجرى تحميل "غريس 1" بنفط خام إيراني في 17 أبريل/نيسان الماضي، وإذا تأكد أنها كانت تحاول تسليم هذه الشحنة إلى سوريا، فقد يمثل هذا انتهاكا للعقوبات الأميركية على صادرات النفط الإيرانية، فضلا عن العقوبات على النظام السوري.
وتوترت العلاقة بين بعض الدول الأوروبية وإيران مؤخرا بعد إعلان الأخيرة مراجعتها لالتزاماتها في الاتفاق النووي بسبب انسحاب واشنطن منه، وفرضها عقوبات على إيران.
وكشفت طهران الأحد أنها ستقلص التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، إذ سترفع تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يحظره الاتفاق لإنتاج وقود لمحطات توليد الكهرباء. وقال مسؤولون كبار إن بلاده ستواصل تقليص التزاماتها كل شهرين ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايتها من العقوبات الأميركية.
ومن جانبها قالت المفوضية الأوروبية إن الاتفاق النووي الإيراني مهم جدا للأمن العالمي، وهناك الكثير من الجهود الدبلوماسية للحفاظ عليه.
وصرح ناطق رسمي باسم الاتحاد الأوروبي بأن على إيران الالتزام بالاتفاق والتوقف عن اتخاذ أي إجراء مخالف لبنوده.
من جهته، قال القائد العام لـ"الحرس الثوري الإيراني" حسين سلامي في كلمة له خلال اجتماع قادة السلاح البري لـ"الحرس الثوري" في مدينة مشهد، شرقي إيران، إن تهديدات واشنطن "تتخذ أبعاداً أكثر جدية مع مرور الوقت"، مضيفاً أن "الصراع يحتدم أكثر، والعدو يقترب منا أكثر".
واعتبر سلامي في هذا الصدد أنه "كلما تكون هذه التهديدات أكبر، كلما تكون أنفع"، واصفاً إياها بـ"الموهبة".
وتابع سلامي، وفقا لما أورده نادي "المراسلين الشباب"، أن المواجهة مع الولايات المتحدة "دخلت مرحلة الاستنزاف، لكن العدو يُستنزف أكثر منا لكونه توسع أكثر من اللازم"، موضحاً أنه "يفتقد إلى قوة إنسانية بديلة والدافعية والعقيدة، ونحن بإمكاننا أن نهزمه على المدى الطويل".
من جهتها، نقلت وكالة "تسينم" الإيرانية عن سلامي قوله إن "نطاق المواجهة مع الأعداء تتوسع أكثر مع مرور الوقت"، قائلاً إن التهديدات "انتقلت من شكلها العسكري إلى المجالات الاقتصادية والسياسية والحرب بالوكالة".
وأضاف أن "الأعداء" يعملون اليوم ضد إيران "بشكل نشيط"، مشيرا إلى أنها تواجه "حربا شاملة".
بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، في تصريحات نقلتها وكالة "إيسنا" الطلابية، إن "أهم أسباب تراجع أميركا عن شن الحرب على إيران يعود إلى تزايد اللحمة الوطنية".
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن العقوبات الأميركية "تهدف إلى تلاشي المجتمع الإيراني"، قائلاً إن "الشعب الإيراني سيتجاوز هذه المرحلة بالتعاون والتضافر".
واعتبر ربيعي أن خطوات بلاده لتقليص تعهداتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي، تأتي في إطار السعي "للحفاظ على الاتفاق"، مؤكداً أن "التزام إيران به سيكون بالمستوى ذاته لالتزام أوروبا".