أرض كنعان
دخل الصراع الدائم بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي مراحل جديدة ومتقدمة، اعتمدت تفاصيلها الدقيقة والحساسة على التمويل المالي الذي يسعى الاحتلال بكل وسائله لتجفيف منابعه لضرب المقاومة وإبقائها عاجزة دون تطور.
ورغم أن الاحتلال قد نجح في الكثير من المرات في قطع طرق التمويل المالي الذي يصل من الخارج للمقاومة في غزة، سواءً عبر الشركات أو المصارف أو حتى الشخصيات، من خلال الملاحقات الأمنية والقانونية، فإن المقاومة وجدت هذه المرة ثغرة جديدة ستُعيد بها إنعاش تمويلها وسط دهشة وقلق إسرائيليين.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أعلنت اليوم الإثنين عن بدء إرسال مئات الملايين من الرسائل الموجهة من الكتائب لهواتف الملايين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم بثماني لغات لتسهيل دعم المقاومة.
القسام ملك الأمة
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد " إن هذه الإطلالات التي تخاطب بها كتائب القسام الأمة لها دلالات كثيرة جدا، حيث أصبحت الكتائب ملكا لهذه الأمة وعلى الأمة أن تحافظ على هذه الطليعة المقاتلة في فلسطين وأن تشترك معها بما تيسر من الدعم المادي والمعنوي" .
وأضاف العقاد بأن دعوة القسام سابقا للدعم المالي الكترونيا عبر "البتكوين" واليوم عبر إرسال الرسائل هي دلالة لإشراك الأمة في جهد المقاومة في فلسطين وتعزيز العلاقة بين المقاومة والأمة ومد جسور التواصل".
وأشار إلى أن كتائب القسام تفكر خارج الصندوق بطريقة إبداعية لكسر الحصار المالي، مبينا بأن "القسام سيطرق كل الأبواب أمام أحرار العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني ومقاومته ".
حرب العقول
بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن إعلان كتائب القسام بإرسال ملايين الرسائل لتسهيل دعم المقاومة يأتي ضمن "صراع الأدمغة" و"حرب العقول" الدائرة مع أجهزة الاحتلال الإسرائيلي والرقابة الأمريكية الصارمة على منابع تمويل المقاومة حول العالم.
وأكد الدجني أن هذه الدعوة تستنفر جيش محبي كتائب القسام ومؤيديها حول العالم أجمع، وتفتح لهم باباً كان مغلقاً في السابق، وتسهل عليهم التبرع والدعم بأسهل وأسرع الطرق المتوفرة في ساحة الفضاء الإلكتروني.