أرض كنعان
قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم، إن جمهورية مصر العربية جمدت جهودها لإنجاز المصالحة الفلسطينية، وتركز حاليا في منع اندلاع تصعيد جديد على حدود قطاع غزة بين "حماس" و"إسرائيل"، لأن احتمالات تحقيق المصالحة تقترب من الصفر، في حين أن موضوع التهدئة يمس الأمن القومي المصري وهو أكثر أهمية لهم، فالهدوء في غزة يعني استقرارا للوضع في شمال سيناء.
وأضاف بن مناحيم، أن موضوع المصالحة لم يعد يتصدر اهتمامات قادة المخابرات المصرية، حتى أن وفد المخابرات الذي يزور قطاع غزة أسبوعيا لا يقوم بزيارات مماثلة إلى المقاطعة حيث مقر الرئيس الفلسطيني، كما كانت تفعل في السابق، بل تجري حوارات مكوكية بين غزة و"تل أبيب" دون المرور برام الله".
ولفت بن مناحيم إلى أن قناعات مصرية تولدت بأن عباس لا يسعى للمصالحة مع "حماس" حاليا، في حين أن الفصائل الفلسطينية لا تبدي استعدادا لمناقشة مطالب عباس بتفكيك أسلحتها؛ لأن ذلك خط أحمر يحظر لأحد أن يتجاوزه.
ونقلت صحيفة " المونيتور" قبل عدة أيام، عن مصدر رفيع في جهاز المخابرات المصريّ، قوله "إنّ المصالحة وصلت إلى طريق مسدود ومعقّد، ولكن مصر لم تتّخذ قراراً بإنهاء رعايتها لهذا الملف".
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر مستاءة للغاية من فشل جهودها السابقة لإنجاز هذا الملف. ولقد زاد الاستياء عندما قامت حركة فتح بخطوة مفاجئة وأحاديّة الجانب بتشكيل حكومة جديدة من دون إجماع وطنيّ.
وأوضح المصدر للصحيفة أنّ هناك مشكلة رئيسيّة تعيق إتمام المصالحة، هي التناقض في البرنامجين السياسيّين لحركتيّ "فتح" و"حماس" وأبرز مظاهرها التناقض في وسيلة إنهاء الاحتلال الإسرائيليّ، إذ يتمسّك عبّاس بالمسار القانونيّ والدبلوماسيّ كوسيلة لدفع المجتمع الدوليّ إلى الضغط على "إسرائيل" لإنهاء احتلالها ونبذ خيار المقاومة المسلّحة، فيما تتمسّك "حماس" بخيار المقاومة المسلّحة كوسيلة لإنهاء هذا الاحتلال.