أرض كنعان
أكد صحفي وكاتب إسرائيلي، أنه بالإضافة لشعور الإسرائيليين بالإهانة والإحباط والغضب من نتائج الجولة الأخيرة مع قطاع غزة، هناك شعور بفقدان الطريق.
وقال الكاتب "إسرائيل هرئيل" في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية: "الإسرائيلي المحبط غير قادر على الاستيعاب، لماذا تسمح إسرائيل لحركتي حماس والجهاد الإسلامي من أن يكنَّ صاحبات القرار متى تبدأ رشقة القذائف ومتى تنتهي".
وأضاف "هرئيل": "السبب هي سياسية نتنياهو القائمة على سياسية فرق تسد، والتي تقوم على أساس أن تبقى حركة حماس مسيطرة على قطاع غزة وليس السلطة الفلسطينية، فسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة سيقود لبناء دولة فلسطينية موحدة، وستسيطر عليها حركة حماس، كما سيطرت على قطاع غزة في العام 2007".
وتابع الصحفي الإسرائيلي: "ووفق رؤية نتنياهو أمام هذه السياسية الثمن المدفوع لقطاع مُجدي أمام المعاناة المعقولة للمستوطنين في الجنوب، وحتى فقدان سياسية الردع الإسرائيلية أمام إيران وحزب الله".
وعن نتيجة سياسية نتنياهو لفت "هرئيل": " ظاهرياً، نتيجة هذه السياسية حُقق جزء رئيسي منها وهي منع قيام دولة حماس في الضفة الغربية".
واستدرك: "على العكس من الوضع في الجنوب، لا يتعين على ملايين الإسرائيليين في الضفة الغربية الركض للغرف الآمنة، فالبالونات الحارقة لا تحرق مزروعاتهم ومراكز حياتهم، وصواريخ مضادة للدروع لا تطلق لشارع 6 كما أطلقت على شارع 34".
وتابع: "لكن هذا ليس بسبب الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ونجاح إسرائيل في منع تصنيع صواريخ في طوباس والخليل، ولكن بسبب الأهداف المشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتتجلى الشراكة في القدرة المتوفرة للجيش الإسرائيلي لمنع وقوع عمليات حتى من داخل مناطق السلطة الفلسطينية، ويمنع تصنيع الأسلحة وإقامة جماعات مسلحة.
وعن الجولة الأخيرة من التصعيد قال "هرئيل": "موجة التصعيد الأخيرة المخيبة للآمال انضمت لموجات تصعيد أخرى سابقة هي الأخرى مخيبة للآمال، حان الوقت الذي على نتنياهو الاعتراف فيه أن حركة حماس لا تتصرف وفق السيناريو الذي رسمه، وهناك شكوك أن هذه الإستراتيجية ستمنع إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية".
وأضاف: "إن لم تقم الدولة الفلسطينية، فذلك سيكون لأسباب أخرى، بالإضافة إلى ذلك، الثمن الذي يدفعه المستوطنين في الجنوب ليس مقبولاً، والجيش الإسرائيلي ليس بمقدوره منع الفصائل في قطاع غزة من تصنيع أو تهريب الصواريخ متطورة والتي بمقدورها ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وليس الجنوب فقط".
الصحفي الإسرائيلي حمل خطة الانطواء الإسرائيلية مسؤولية الواقع الحالي بالقول: "بسبب إخلاء المستوطنين من قطاع غزة معظم السكان في إسرائيل تحولوا لرهائن، والدولة خاضعة للابتزاز من قبل حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وحزب الله.
وختم الصحفي الإسرائيلي بالقول، حان الوقت لتغيير جوهر السياسية الإسرائيلية 180 درجة، حيث يجب المساعدة الفعالة للسلطة الفلسطينية في العودة لقطاع غزة، وهذه الخطوة ستحظى بدعم الدول العربية السنية.