أرض كنعان - وكالات - قالت صحيفة "العربي الجديد" اليوم الأحد، إن الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي يعقد اليوم في القاهرة، بهدف التباحث حول تسريبات خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، "ينطلق في ظروف عربية شديدة الحساسية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر خليجي رفيع المستوى، عن وجود حالة من تبادل الاتهامات بين عدد من الدول العربية المعنية بتلك الصفقة، بعد أن استطاعت بعض الدول أن تنأى بنفسها عن الخطة المتعلقة بتبادل الأراضي، مشيراً إلى أن القاهرة تمكّنت، من خلال مباحثات سرية على مدار الأشهر القليلة الماضية، من استبعاد بند خاص بمسألة إقامة دولة بديلة للفلسطينيين على جزء من أراضي سيناء.
ووفقاً للمصدر الخليجي، فإن الحديث يدور تحديداً عن الأردن ومصر، بعدما اتهمت عمّان القاهرة بأنها أعطت واشنطن موافقة مبدئية على الصفقة، باعتبار أنها أنقذت نفسها باستبعاد النص الخاص بسيناء، خاصة بعد تصريح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات الذي نفى تَضمن خطة "صفقة القرن" توسيعاً لغزة في اتجاه سيناء المصرية.
وبحسب المصدر فإن القاهرة أكدت للجانب الأميركي صعوبة التخلي عن أي أراضٍ خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بعد التنازل عن جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية، مبيناً أن المسؤولين المصريين أكدوا لنظرائهم في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن إعلان تفاصيل الصفقة بشكل رسمي، متضمنة تخلي مصر عن أجزاء من سيناء، يعني سقوط النظام بالكامل في اليوم التالي، وهو ما لن تتحمّله إسرائيل والمنطقة.
وأضاف المصدر الخليجي لصحيفة "العربي الجديد"، بأن المفاوضات التي خاضها فريق مصري، على رأسه رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، مع كل من غرينبلات وصهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، أسفرت عن استبدال مقترح تبادل الأراضي بمنطقة حرة في سيناء على الحدود مع قطاع غزة، بحيث تكون منطقة خدمات يستفيد منها القطاع.
ولفت المصدر الخليجي، إلى أن التصور الأميركي لا يتضمن حتى دولة على أراضي غزة، كما روّج البعض، ولا يعدو كونه تجمّعاً سكانياً من دون دولة واضحة المعالم أو الحدود، مشيراً إلى أن الأردن عاتبت القاهرة، بسبب عدم اعتراضها كلياً على الصفقة التي تتضرّر منها الأردن وفلسطين.
وأوضح المصدر المطلع على المحادثات العربية بشأن الصفقة، بأنه لا يوجد داعم لتلك الصفقة في الوقت الراهن إلا دولة الإمارات، والتي سعت خلال الفترة الماضية لإقناع بعض الأطراف العربية بها، وتمرير مقترحاتها، في ظل ما يجمع كوشنر بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد من علاقات وطيدة.
وفي ذات السياق، أكد مصدر دبلوماسي عربي آخر لصحيفة "العربي الجديد"، بأن كان هناك تخوّف من رضوخ الأردن والموافقة على الصفقة أو التصور الأميركي المطروح، إلا أن التحول في الموقف السعودي أخيراً دعم موقف العاهل الأردن عبد الله الثاني الرافض لتلك التسوية، نظراً لأنها ستكلف بلاده التنازل عن بعض الأراضي، وتوطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
ونقلت تقارير صحفية عالمية عن كوشنر مهندس "صفقة القرن"، بأنه ينوي طرح الصفقة بعد شهر رمضان (في يونيو/ حزيران المقبل)، والانتهاء من الانتخابات الإسرائيلية، في وقت ترفض فيه السلطة الفلسطينية "صفقة القرن" باعتبارها خطة منحازة لإسرائيل.