أرض كنعان - غزة - بسبب تكاتف الأزمات وتقاطعها في نقطة اتصال واحدة، يجري تناول أبرز الأزمات التي أفرزتها الأوضاع السياسية والميدانية والتي يخشى المواطن الفلسطيني في قطاع غزة حدوثها، لتكن وفرة المياه بنوعها على وجه الخصوص هاجسا يخيف المواطن الفلسطيني.
الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن اثني عشر عاما لا زال يلقي بظلاله على صيف الغزيين الجديد لهذا العام، لكن الأمل يحدو المواطنين بعمل البلديات الساعي لإيجاد بدائل ومخارج قبل حلول الصيف والإعلان عن شح المياه المحلاه.
استنزاف
أرقام كارثية من المياه الملوثة ترافق الأخبار الوافدة عن المياه وشحها في قطاع غزة تصل إلى 98% بحسب المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل منذر شبلاق، مرجعا ذلك إلى ازدياد الطلب على مياه الخزان الجوفي والتي أصبحت بسبب الضغط عليها مالحة بعد أن كانت مصنفة ضمن المياه الصحية.
وقال "شبلاق" في حديثه إن الحاجة للمياه في كل عام غير ثابتة، فهي متغيرة مع كل عام بالتناسب مع ازدياد عدد السكان والتكدس العمراني في قطاع غزة، "في كل خطة نحاول إيجاد مصادر بديلة للمياه بعيداً عن استنزاف الخزان الجوفي، وهذا ما وصلنا إليه مؤخراً في إنجاح تثبيت ثلاث محطات للتحلية والتي من الممكن أن تنتج 65 مليون لتر مكعب.
وتعتبر الآبار الامتصاصية كظاهرة شائعة في القطاع حيث أن 35% من المواطنين غير متصلين بشبكة صرف صحي نتيجة غياب البنية التحتية وبالتالي تصل محتويات هذه الآبار أيضاً إلى الخزان الجوفي وتلوثه.
كما يعد الاستخدام الجائر للمبيدات الحشرية والاسمدة الكيماوية سبب آخر من أسباب تلوث الخزان الجوفي إذ أن هذه المبيدات تغسل بالمطر وماء الري الزراعي فتصل إلى الخزان الجوفي محملة بسمومها.
المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل أكد على أن الازمة التي يتخوف منها قطاع غزة يمكن استبعادها في حال بقي جدول الكهرباء ساريا في هذا الانتظام، فهو المحرك الأساس في مواصلة تحلية المياه وإيصالها للمرحلة المطلوبة إلى حين وصولها لبيت المواطن.
وتحدث شبلاق عن مشاريع ممولة لاستبدال الطاقة الكهربائية، وذلك عبر تثبيت ألواح الطاقة الشمسية حول والآبار والمناطق الرئيسية، فكان أولها تمكين منطقة دير البلح من انتاج مياهها عبر الطاقة الشمية، وتمكين طاقة شمسية ثانية للمناطق الجنوبية وقد نجحت في تحلية المياه وتدويرها.
الجدير بذكره أن وادي غزة وما يحمل من مياه صرف صحي تصل إلى أكثر من 22 ألف لتر مكعب تصل أيضاً إلى الخزان الجوفي، إضافة إلى التمدد السكاني فالشبكة التي يستعملها القطاع تم بناؤها قبل خمسة عشر عاما وتخدم مليوني مواطن، فيما يزداد عدد السكان يوميا في غزة بمعدل130 شخص وكل سنة بمعدل 65 ألف شخص.
أما فيما يتعلق بالاستهلاك فإن غزة سنوياً تحتاج إلى 220 مليون متر مكعب من الخزان الجوفي الذي يساهم المطر في تغذيته بنسبة 110 مليون كوب سنوياً وبما أن المطر لا يصل كله إلى الخزان الجوفي فإن المطر والري يغذيان الخزان ب 70 مليون كوب أي أن هناك 150 مليون كوب عجز مائي في السنة.
سلطة المياه بغزة، قالت إن النسبة المئوية لهطول الأمطار بقطاع غزة، حتى صباح اليوم الاثنين بلغت 75.4% من المعدل العام السنوي، وأن متوسط هطول الأمطار لكافة مناطق قطاع غزة بلغت 273ملم، وإجمالي الكمية 89 مليون متر مكعب