أرض كنعان/ بيروت/ القدس العربي/ تفيد معلومات ميدانية من مدينة حمص وسط البلاد بأن المعارضة السورية المسلحة تسعى لاستعادة معارك حي بابا عمرو الواقع جنوب غرب مدينة حمص،
مستفيدة من توجه الثقل العسكري للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني المساندة له نحو أحياء باب هود والخالدية وحمص القديمة وكذلك نحو مدينة الرقة شرقاً بهدف استعادتها من سيطرة الكتائب الإسلامية المسلحة هناك.
تقول مصادر سورية مطلعة أن عشرات المسلحين من جبهة النصرة بدأوا يتوافدون تسللاً منذ عدة أيام نحو حي بابا عمرو فدخلوا أطرافه عبر بساتينه المجاورة لأحياء جوبر والسلطانية، أغلب المقاتلين الذين بدأوا يأخذون مواقعهم بحي بابا عمرو يتوافدون من حي جورة العرايس وحي الوعر النائم على مستوى النشاط المسلح حتى الآن وفق قول المصادر السورية، التي تُضيف أنه في حال تمكن أعداد كبيرة من مقاتلي جبهة النصرة المتمرسين ميدانياً من التمركز داخل حي بابا عمرو فإن معارك طاحنة سيشهدها هذا الحي لأسابيع طويلة قادمة، وستكون مهمة الجيش السوري في فرض سيطرته عليه غير سهلة إطلاقاً.
سيطرة المليشيات المسلحة المعارِضة على حي بابا عمرو يعني قدرة على ممارسة تأثير كبير على حركة الطريق الدولي السريع بين العاصمة دمشق ومدن الساحل (طرطوس واللاذقية) وإذا يقع حي بابا عمرو في عقدة استراتيجية يمكن للمسلحين في حالة سيطرتهم عليه التأثير أيضاً بشكل أو بآخر على طريق حمص ـ حماه، وإضافة لذلك تؤثر الحالة الأمنية في بابا عمر حتى على نشاط جامعة البعث بحمص لوجود عدة كليات تعليمية في أحياء مجاورة له.
سبق لحي بابا عمرو أن شكّل أبرز معاقل المعارضة المسلحة على مستوى الجغرافية السورية خلال الأسابيع الأخيرة من العام 2011 وحتى مطلع العام 2012 حيث تمكن الجيش السوري من بسط سيطرته على الحي بعد أسابيع طويلة من أعنف الاشتباكات المسلحة والعمليات العسكرية التي شنها الجيش السوري، وتصدر حي بابا عمرو المشهد الإعلامي العالمي خلال تلك العمليات.