ارض كنعان -بالرغم من الأجواء الباردة جداً والعاصفة التي يشهدها قطاع غزة، إلا أن ضعف الحركة الشرائية على الملابس الشتوية دفع باعة وتجار الملبوسات الشتوية إلى بدء معركة التنزيلات والمضاربات مبكراً.
وصدحت مكبرات الصوت للترويج لهذه التنزيلات التي شملت مختلف الأصناف ولجميع الشرائح وسط اقبال ملحوظ من الزبائن والمشترين.
ونجح التجار في استمالة وجذب المزيد من الزبائن وزيادة الحركة التجارية على المركز التجاري في مخيم جباليا وهو الأكبر في محافظة شمال غزة.
ويتطلع التجار الى نجاح المعركة خلال الأيام والاسابيع القادمة بما يمكنهم من بيع الحد الأدنى من البضائع المكدسة في المعارض والمخازن، كما يقول التاجر شادي نصر والذي استعان باثنين من الفتية لمساعدته في الترويج للتنزيلات ومنافسة المحال المجاورة.
وبرر نصر ذلك بتراجع حدة المبيعات خلال الأيام الأخيرة، بعد أن شهدت السوق اقبالاً ملحوظاً حتى نهاية العام الماضي.
وقال: إن موسم التسوق وشراء الملابس لهذا الملابس العام انتهى مبكراً وهو ما دفع التجار الى البدء في معركة التنزيلات والمضاربات للتخلص من أكبر كمية ممكنة من الملابس المكدسة في المعارض والمخازن.
ووصف بداية معركة التنزيلات بالممتازة بسبب تزامنها مع سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة، معرباً عن امله في ان يستمر هذا الاقبال حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل.
ويركز التجار في التنزيلات على الملابس الثقيلة وبخاصة المعاطف والتي تفقد جزء كبيراً من أسعارها خلال المواسم القادمة كما يبين التاجر محمد لبد الذي وصف المنافسة بين التجار بالقاسية بسبب ارتفاع اعدادهم ودخول باعة جائلين من مناطق مجاورة على خط المنافسة.
وقال لبد الذي عرض كميات كبيرة من هذه المعاطف امام محله، انه وبرغم من اشتداد المنافسة إلا أن الاقبال على الشراء والتجاوب مع التنزيلات الكبيرة مقبول جداً.
وتراوحت حجم التنزيلات ما بين 30 و60 في المئة من الأسعار التقليدية والحقيقية للملابس.
ويتوقع التاجر إبراهيم أبو ندى ان تتواصل التنزيلات بوتيرة أكبر حتى نهاية موسم الشتاء.
وقال أبو ندى ان موسم التسوق انتهى مبكراً وفي ذروة موسم الشتاء الذي لم يمض على حلوله ثلاثة أسابيع.
ويشير إلى أن معظم المتسوقين يشترون الملابس لتخزينها للعام القادم بدلاً من شراء ملابس حديثة بأسعار مرتفعة وهو ما يؤكده عدد من المشترين خلال أحاديث منفصلة لـ"الأيام".
وتتيح هذه التنزيلات للشرائح المتوسطة والضعيفة ارتداء ملابس حديثة وبأسعار مناسبة وخصوصاً للنساء بسبب ارتفاع أسعار المعاطف والجلابيب الشتوية الثقيلة كما هو الحال مع المواطن إسماعيل حمادة والذي اشترى لزوجته وابنائه بأسعار مقبولة.
ووصف الأسعار في هذا الوقت بالمناسبة جداً بعد ان انخفض سعر الجلباب من 140 شيكلا الى 80 شيكلا، بينما انخفض سعر الجاكيت من نوع روسي للشباب من 120 شيكلاً الى 70 شيكلاً.
واعترف حمادة بأنه تأخر في شراء الملابس الشتوية بانتظار التنزيلات كي يستخدمها افراد عائلته خلال الموسم القادم وما تبقى من الموسم الحالي.
وينظر التجار بفارغ الصبر صرف الدفعة الثالثة من المنحة المالية القطرية لجزء كبير من موظفي حماس في قطاع غزة وكذلك صرف الدفعة الثالثة للفقراء بقيمة 100 دولار للعائلة الواحدة لزيادة جرعة الحركة في السوق.
ويتوقع التاجر إيهاب بعلوشة أن تنشط الحركة التجارية بشكل كبير بعد صرف المنحة القطرية سيما وأن الكثير من الموظفين ينتظرونها لشراء الملابس الشتوية.