أرض كنعان/الاستقلال / محمد مهدي / يواصل جنود الاحتلال (الإسرائيلي) المتمركزين على الشريط الحدودي الزائل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1967 عمليات إطلاق النار صوب المواطنين وخاصة المزارعين , ضاربين بعرض الحائط بنود اتفاق التهدئة المبرم بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال في أواخر شهر نوفمبر من العام الماضي.
ونص اتفاق التهدئة الذي وقع في "القاهرة" برعاية مصرية وقف كافة النشاطات العسكرية (الإسرائيلية) والسماح للمزارعين بالوصول لأراضيهم المحاذية للشريط الحدودي، وكذلك رفع الحصار عن غزة بشكل تدريجي وفتح المعابر التجارية والسماح للصيادين للوصول إلى مسافة ستة أميال بحرية، مقابل التزام فصائل المقاومة الفلسطينية بوقف الهجمات الصاروخية على المدن في الداخل الفلسطيني المحتل.
بيد أن الاحتلال تنصل كعادته من التزاماته وماطل في رفع الحصار وواصل عمليات إطلاق النار صوب المواطنين والمزارعين والصيادين لتحصد نيرانه شهيدين وأكثر من خمسين جريحا أخرهم إصابة ثلاثة أشخاص بجروح شمال القطاع.
الخيارات مفتوحة
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي فب فلسطين أحمد المدلل، أن العدو (الإسرائيلي) يحاول استفزاز المقاومة من خلال عمليات إطلاق النار على المواطنين والمزارعين في المناطق الشرقية لجرها لجولة جديدة من الصراع، في ظل تزايد المخاوف (الإسرائيلية) من اندلاع انتفاضة الأسرى ومحاولته تعطيل ملف المصالحة.
أوضح المدلل في حديثه لـ"الاستقلال" المقاومة الفلسطينية تتحلى بقدر كبير من ضبط النفس والحكمة في قراراتها وفي ذات الوقت فهي لن تتنازل عن حقوق الفلسطينيين، مشيرا إلى أن حركته تقوم برصد كافة الخروقات (الإسرائيلية) ورفعها للجانب المصري بصفته الراعي لاتفاق التهدئة الموقع في القاهرة بتاريخ 21 يناير.
وشدد المدلل على أن كافة الخيارات مفتوحة أمام رجال المقاومة في حال استمرار الخروقات (الإسرائيلية) أو التعرض للأسرى وأهالي الضفة،مؤكدا ان الأذرع العسكرية للمقاومة على أتم الجاهزية للرد على تلك الخروقات.
واعتبر أن الصواريخ التي أعلن العدو عن سقوطها في مدينة عسقلان هي بمثابة رسالة تحذير واضحة للعدو الصهيوني للكف عن حماقاته بحق الأسرى والالتزام بنصوص اتفاق التهدئة قبل أن تنفجر الأوضاع.
ولم يستبعد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال، لافتا العدو سيكون لديه حسابات عدة قبل الإقدام على حماقة تتمثل في شن عدوان جديد على غزة لان خسائره ستكون فادحة، فالمقاومة فالمقاومة لم تكشف عن كافة إمكاناتها بعد .
قوة ردع
بينما اعتبر القيادي في حركة "حماس" يحيى موسى أن الاحتلال يهدف من تلك الخروقات خفض سقف التوقعات الفلسطينية ومحاولة إجهاض العوامل المكبلة لجنوده فوق أرض الميدان وفرض قواعد اللعبة التي يريدها, مؤكدا أن المقاومة ستبقى بالمرصاد، ولن تسمح بالعودة للوراء وستجبر الاحتلال على الالتزام بالتهدئة من خلال قوتها وتحسين القدرات العسكرية التي تجعل العدو يرضخ لشروط المقاومة.
وأشار موسي في حديثه لـ"الاستقلال" إلى أن المقاومة تسعى المقاومة جاهدة لتحسين قوة الردع التي تملكها من أجل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، ورفع شأن القضية الفلسطينية , موضحا أن المقاومة لم تتوقف عن عمليات الإعداد والتسليح منذ انتهاء حرب الفرقان عام 2008 م.
وأشاد القيادي موسي بدور مصر الريادي في متابعة الشأن الفلسطيني والوقوف على أخر تطورات الأوضاع الميدانية على الرغم من الظروف الاستثنائية الداخلية التي تعيشها في المرحلة الحالية , مطالبا مصر بمضاعفة جهودها المبذولة من أجل وقف تلك الخروقات (الإسرائيلية) وحفظ الدماء الفلسطينية.
ونفى الاتهامات (الإسرائيلية) الموجهة للمقاومة في غزة بإطلاق الصواريخ على المدن (الإسرائيلية), معتبرا تلك الاتهامات مجرد دعاية هدفها تشتيت الانتباه عن إرهاصات "الانتفاضة" التي تعيشها مدن الضفة وتغيب معاناة الأسرى بفتح جبهة صراع جديدة مع غزة.
خروقات منظمة
بدوره، أكد المحلل السياسي حسن الكاشف، أن الاتفاق المبرم بين الجانب الفلسطيني و(الإسرائيلي) في "القاهرة" يفرض على قوات الاحتلال الالتزام المطلق بعدم إطلاق النار أو التعرض للمواطنين , منوها إلى انتهاج (إسرائيل) لسياسة الخروقات المنظمة للتهدئة هدفها تمرير مصالحها، بحيث يكون لكل اختراق هدف ميداني ولا تكون تصرفات فردية.
وقال الكاشف في حديثه لـ "الاستقلال:" (إسرائيل) تسعى حاليا إلى لفت الأنظار عما يجري داخل السجون والزنازين بحق الأسرى الفلسطينيين، والالتفاف حول حالة الغضب الجماهيري التي يعيشها أهالي الضفة بعد استشهاد الأسير "عرفات جرادات" داخل السجون".
وأضاف" كذلك باتت تبحث عن فرصة لتفجير صراع عسكري مع المقاومة الفلسطينية تطلق (إسرائيل) من خلاله العنان لجنوده والياته العسكرية"، مطالبا الفصائل الفلسطينية بالتأني وقراءة المواقف بعناية وعدم الانجرار وراء المخططات (الإسرائيلية) والتحلي بمواقف مشتركة ومتزنة.