خـلال حوار خـاص للمكـتب الإعـلامي لحمـاس شـمال القطـاع
المسفر: فلسطين الآن في عالم المجهول والأنظمة العربية والشعوب منشغلون بأنفسهم وقضية فلسطين مؤجلة في هذا الوقت
الثورات العربية لم تستطع أن تسيطر على الأوضاع السياسية والاجتماعية في الدول التي أصبح فيها الحراك الثوري بسبب ظهور الثورات المضادة ..
أكد الدكتور محمد المسفر استاذ العلوم السياسية بجامعة قطر في حوار أجراه المكتب الإعلامي لحماس في شمال القطاع أن الثورة المضادة في دول الربيع العربي يتم تنظيمها داخلياً وتمول من الخارج ويجري تسعيرها إعلامياً عربياً ودولياً ضد الثورات التي اطاحت برموز الفساد في تونس ومصر واليمن.
وأشار المسفر أن النظام السوري ليس موجود بقوته وإنما بقوة دول تحاول إسناده خاصة روسيا والصين وبعض الأنظمة العربية التي مازالت تشعر بخطورة الثورات العربية الشعبية, مبيناً أن النظام السوري يعمل جاهداً مع بعض القيادات الفلسطينية التي هي مرتبطة بالنظام لجر الفلسطينيين في المخيمات السورية لمعركة بينهم وبين الجيش الحر كما حدث في لبنان سابقاً.
وأضاف المسفر أن حزب الله وفيلق القدس الإيراني والحرس الثوري متورطون بالحرب بسوريا بتأكيد من الحكومة الإيرانية بتنفيذها اتفاقية الدفاع المشترك مع النظام السوري لوضع كل ثقلها في ميدان المعركة، معتبراً أنه يجب عقد مؤتمر قمة عربية لإيقاف العراق عن تمويل النظام السوري والضغط عليها لسحب التمويل العسكري الإيراني لسوريا عن طريق العراق.
ولفت المسفر أن حزب الله لن يفتح جبهة القتال مع الاحتلال إذا ما شعر أن النظام السوري سيسقط لأن الاحتلال الصهيوني يقف إلى جانب النظام السوري, ذاكراً أن هناك بعض قيادات النظام اعتبرت أن أمن إسرائيل من أمن النظام بسوريا ولكن يمكن أن تقوم إسرائيل بعمل مناوشات لخلط أوراق المجتمع في بلاد الشام سواء بالأردن وسوريا ولبنان والعراق.
وحول تداعيات الأحداث الجارية في مصر, أكد المسفر أنه يوجد في مصر ثورة مضادة قوية جداً مدعومة من بعض الدول العربية التي تسعى جاهدة لعدم نجاح النظام الجديد بمصر أو قيادة الإخوان المسلمين , مشيراً أن هناك استجابة من بعض الدول الأوربية وأمريكا للثورة المضادة لتخوفهم من الحركات الإسلامية وكل همهم هو أمن إسرائيل وليس مستقبل الشعوب العربية.
وأضاف المسفر:" أعتقد أن الحركات السلفية ترتكب خطأ استراتيجياً كبيراً بشق صفوف الحركة الوطنية في مصر وسوريا والعراق وفي كل مكان, ويجب على الحركة السلفية أن تكون دعامة للنظام القائم بمصر وللحياة السياسية ولا تلتفت لصغار الأمور في سبيل تثبيت مكانتها", مشدداً أنه إذا ما سقط الإخوان في مصر فلن يبقى للسلفيين أثراً على الإطلاق ولن يحلموا بموجود أي حرية لهم كما هو قائم الآن.
واعتبر المسفر أن النظام المصري الحالي أذا تعامل بطريقة دبلوماسية وسياسية عالية المستوى تجعله يجمع بين قوى هذه الثورة بجميع فصائلها وأطيافها وتؤهله لاستقطاب كل الأطراف, منوهاً أن هناك خلخلة في التيارات الإسلامية لذلك لن يكون هناك نجاح للأنظمة الجديدة مالم تعيد صياغة برنامجها السياسي على أسس الرصيد الشعبي والوطني.
وأشار المسفر إلى أن الجيش المصري له عقيده مختلفة عن كثير من الجيوش العربية وعليه أن يلزم مكانه حسب أهداف الجيش ومبادئه وهي حماية الحدود وليس حماية الشوارع.
وفي نهاية الحوار, شدد المسفر أن هناك أمل كبير في نجاح الثورات العربية الشعبية في تحقيق طموح الشعوب العربية وتغيير واقعها الاقتصادي والمعيشي إلى الأفضل ومساندة القضية الفلسطينية في كل ظروفها.
