أرض كنعان - وكالات - كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، عن أزمة ثقة بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو خلال حرب غزة عام 2014، مشيراً إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي كان خائفاً وجباناً في تلك اللحظات.
وفي كتابه الجديد الذي سيطرح في الأسواق في الرابع من سبتمبر الجاري، قال كيري عن نتنياهو: "لم أره خائفاً وجباناً مثلما رأيته في هذه اللحظة". في إشارة إلى الحرب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة عام 2014.
وأوضح كيري في كتابه أنه التقى نتنياهو مرات عديدة خلال توليه حقيبة الخارجية الأمريكية في الفترة من 2013-2016.
وتحدث كيري عن آخر لقاء جمعه بنتنياهو خلال حرب 2014، حيث قررت الولايات المتحدة وقف رحلات الطيران إلى "إسرائيل"، بعدما قصفت المقاومة الفلسطينية مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، ووصف كيري حالة نتنياهو آنذاك قائلاً: "رؤية الزعيم الإسرائيلي تحت الحصار بهذا الشكل مسّ قلبي، فقد رأيت نتنياهو جريحاً كما لم أره مُطلقاً من قبل".
وأضاف كيري أن أزمة ثقة حدثت بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحكومة نتنياهو، متهماً رئيس حكومة الإسرائيلي بتسريب خطة وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس خلال حرب غزة، حيث قال نتنياهو إن "مسودة الاتفاق هي عبارة عن مطالب حماس".
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي السابق في كتابه عن "خيبة أمله من نتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس، بسبب عدم حصول أي تقدم في محادثات السلام".
وقال كيري: "نتنياهو أكد لي أنه إذا تمت الموافقة على شروطه من أجل السلام، فإنه مستعد للمضي قدماً لمحادثات سلام مع الفلسطينيين حتى لو عرّض ذلك ائتلاف نتنياهو الحكومي للخطر أو حل الحكومة"، متابعاً: "أقوال نتنياهو لي جعلتني أقنع أوباما للمضي قدماً في الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل استئناف محادثات السلام، ومن أجل وضع تصريحات نتنياهو أمام امتحان".
وكشف كيري في كتابه أيضاً، رفض نتنياهو الخطة المقترحة من الجنرال الأمريكي جون ألين لوزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، التي تنص على انسحاب "إسرائيل" من الضفة الغربية، فيما تنشر الولايات المتحدة قواتها على الحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية، فيما يعزز جيش الاحتلال الإسرائيلي من حضوره على الحدود مع السماح له بالرد على أي تهديد أمني من الجانب الفلسطيني.
ويضيف كيري: "نتنياهو أصر على أن يبقى الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة الأمد في الضفة الغربية وأن يكون موضوع انسحاب الجيش قراراً إسرائيلياً فقط".
وتابع "هنا كان واضحاً لنا جميعا أن نتنياهو غير معني بأي خطة أمنية تتضمن انسحاباً عسكرياً إسرائيلياً. أدركت أن أقوال نتنياهو لا علاقة لها بالأمن. قلت لنتنياهو إن هذه هي أفضل خطة وتم وضعها على أيدي أفضل الخبراء العسكريين وإذا ما تم رفضها فسيكون ذلك حاجزاً أمام استئناف محادثات السلام. نتنياهو يومها نظر إلي بابتسامة وقال انتهت المناقشات اليوم".