"بسم الله الرحمن الرحيم"
جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، قيادات وكوادر وأعضاء فصائلنا الوطنية والإسلامية، أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دولة فلسطين ورئيس وزرائها وحكومتنا الموحدة، أعضاء لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني، امين عام جامعة الدول العربية، وكافة الدول الأعضاء، كل أصدقاء الشعب الفلسطيني وأحرار العالم أينما وجدو وتواجدو، تحية الحرية وبعد، نطل عليكم من هذه الزنزانة المعتمة بعد أن ابتلع الاحتلال من عمري أكثر من 30 عاماً لأستنير بكم، ولأقرع جدران ذاكرتي بقبضة من غيم، ومنذ العام 1983 لن يدخلها غير الظلم والمعاناة والقهر، ولآتأكد من أنني لازلت موجود، فحياتي المليئة بالصمود والإرادة والتحدي باتت خاوية من كل حياتها الانسانية والوجدانية إلا ما شط به عقلي من امنيات افتراضية، فهل يعقل أن لا ألمس أو أقبل كفي أمي منذ ثلاثة عقود وهي على بعد قبلة مني! ووالدي يوارى الثرى من دون أن أودعه! وعائلتي تكبر وتتسع ولا علاقة معرفية لي بها! والمرأة الحديدة والصديقة والزوجة لم تتجاوز حدود الفكرة المجردة في ذهني!!! صحيح أنني ضحيت ولازلت أؤمن بالتضحية من أجل فلسطين الحبيبة، ولكن كيف يترك مقاتل مثلي وغيري المئات من المقاتلين في قبضة المحتل وعجلة ما يسمى بالمسيرة السلمية تدور فوق أرواحنا وأعمارنا قرابة العقدين؟ وكيف يعيش مسؤولينا حياتهم الطبيعية ونحن لا حياة لنا كل هذا الزمن من غير أن يعملوا على تحريرنا بكل الوسائل الممكنة؟ وحتى أشعل بما تبقى من عمري شعلة الأمل، لي ولبقية أخوتي ورفاقي، وأضع كافة الجهات الفلسطينية والدولية أمام مسؤولياتها الإنسانية، وأفضح ممارسات الاحتلال القمعية والهمجية والعنصرية بحقنا، و أواصل المسيرة على طريق من سبقوني في هذه الدرب الوعرة، فإنني توكلت على الله وعلى شعبي الفلسطيني الحبيب، وقررت خوض الإضراب المفتوح عن الطعام إبتداء من صباح يوم 25-2-2013، تحت العنوان والمبادئ التالية:
1. نعم لحرية الأسرى، ولا لتجزئة ملفهم والقدامى أولاً.
2. إسرائيل دولة تمييز عنصري على مختلف المستويات (السياسية، القانونية، القضائية، المدنية، ....الخ)، بدليل استمرار وجودنا في السجن كل هذه السنوات، ومع أنه لا يوجد وجه شبه بين المجرم والضحية، إلا أنني سألجأ إلى هذه المقارنة بهدف فضح هذا الاحتلال وكشف عنصريته القضائية والسياسية، فكل اليهود الذين شاركو بقتل مواطنين فلسطينيين على خلفية قومية وحكموا بالمؤبدات تم الإفراج عنهم في مدة لا تتجاوز السبع سنوات، عدا عن التسهيلات التي كانت تقدم لهم من قبل مصلحة السجون، ومن بينهم: (داني آيزمان، يخال هلل، جيل فوكس، دافيد بن سيمون، يورم شكونت، زئيف ولف، جيرشون خوشكوفينش، الخاجام عيدو إلبى، وغيرهم كثر).
3. أدعو أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني إلى تفعيل مشاركتهم إلى جانب الحراك القائم حالياً في الضفة الغربية والقدس.
4. أدعو أبناء شعبنا إل تكثيف تواجدهم في مدينة رام الله بأكبر حشد ممكن خلال زيارة الرئيس الأمريكي لعرض قضية الأسرى بكل ما فيها من ظلم واضطهاد أمامه، وحتى ذلك الحين أدعو الجميع إلى التواجد في خيمة الإعتصام المقامة قبالة هيئة الأمم المتحدة في رام الله وتحميلها مسؤولية حماية حقوقنا الأساسية بعد أن تم الإعتراف بنا كدولة مراقبة.
الأخوات ...الأخوة الأحبة كلن باسمه وصفته،
أعاهدكم بأن أبقى وفياً لكل القيم والمبادئ الثورية التي تربينا عليها، وحتى نلتقي أحراراً تحت سماء الحرية فوق ثرى القدس المحررة، لكم المجد يركع يا صناع المجد.
إبنكم وأخيكم
ماهر عبداللطيف يونس
25-2-2013
سجن جلبوع المركزي"