إسلام قنيطة -
بعد مرور 11 عامًا على الحصار الإسرائيلي الخانق لقطاع غزة، وما تسبب به من أزمات أثّرت على مختلف نواحي الحياة، ومع استمرار مسيرات "العودة الكبرى" الرافضة لأي خطة تقضي بتصفية القضية الفلسطينية، بدأ الحديث عن تسهيلات إسرائيلية للقطاع.
المقترحات الإسرائيلية المزمع طرحها للتخفيف عن قطاع غزة، تمثلت وفق ما ذكر الإعلام العبري، بإنشاء ممر بحري يربط القطاع بقبرص بغرض نقل البضائع، بالإضافة إلى إنشاء محطة طاقة شمسية في الداخل المحتل لإمداد غزة بالكهرباء.
هذه المقترحات التي لم تخرج عن كونها أنباء سربّتها وسائل إعلام عبرية، أثارت تساؤلات عديدة حول جدية حكومة الاحتلال في التخفيف عن قطاع غزة، في ظل الحديث عن قرب إعلان "صفقة القرن".
"جسّ نبض"
الكاتب والمحلل السياسي، حسن عبده، رأى أن هذه المقترحات يتم إلقائها في الحلبة السياسية الإسرائيلية بغرض "جس النبض" وإدخال التناقضات والصراعات في الساحة الفلسطينية.
وقال عبده في حديث خاص لـ"فلسطين الآن": إن الحديث عن ممر بحري من قبرص لغزة أو بناء محطة طاقة شمسية بجوار غزة لإمدادها بالكهرباء ليس جزءًا من عرض واضح وفعلي لإنهاء الحصار، معللًا ذلك بأن أيًا من المقترحات لم تُقر بها حكومة الاحتلال، ولم تلق أية موافقة من الوزراء أو من رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو".
وأوضح، أن هذه المقترحات طُرحت من قياديين إسرائيليين وتناولتها الصحافة الإسرائيلية فقط.
من جهته، وافق المختص بالشأن الإسرائيلي، صالح النعامي عبده الرأي، وقال: إن "إسرائيل" لم تعلن رسميًا عن أي تسهيلات بشأن قطاع غزة، موضحًا أن ما تم الحديث عنه عبارة عن تسريبات منسوبة لقادة في جيش الاحتلال.
ولم يستبعد النعامي في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن تكون هذه المقترحات طُرحت لدى الحكومة الإسرائيلية، مدللًا على ذلك بأن قبرص أكدت أنها تدرس مقترح إسرائيلي حول إنشاء رصيف بحري لغزة.
مدى تقبل العروض
وعن مدى تقبل حركة "حماس" للعروض الإسرائيلية بهذا الشأن، أوضح الكاتب حسن عبده أن الحركة ستتعاطى مع أي عرض "جدّي" ينهي الحصار عن القطاع.
وأشار إلى أن "حماس" تنظر إلى هذه المقترحات ليست بوصفها عرضًا شاملًا وواضحًا وإنما مجرد مقترحات لم تلقى الموافقة من الحكومة الإسرائيلية.
وحول اشتراط الاحتلال الإفراج عن الجنود الأسرى لقاء الموافقة على التسهيلات لغزة، أكد عبده أن حركة حماس تتطلع لإتمام صفقة على غرار "وفاء الأحرار" تُنهي معاناة الأسرى في سجون الاحتلال مقابل ما لديها من جنود إسرائيليين، ولا تربط هذا الموضوع في مسألة إنهاء الحصار.
وتابع، أن إنهاء الحصار له علاقة مباشرة بمسيرات العودة والمطالبة الشعبية والحالة الإنسانية التي خلقتها "إسرائيل" في القطاع.
أما صالح النعامي، فرأى أنه قد يكون هناك مجال للحديث إذا ما كان الأمر متعلقًا بموضوع الأسرى، مقابل التخفيف عن القطاع من ناحية اقتصادية.
"لكن في حال ارتبط موضوع التسهيلات الإسرائيلية بفكرة إقامة مشاريع في شمال سيناء حسب الخطة الأمريكية للتسوية المسمى صفقة القرن، فأنا أستبعد أن يكون هذا الأمر قابل للتحقق"، أكمل النعامي.
المواجهة العسكرية
وعن احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية، أكد حسن عبده، أن "إسرائيل" غير راغبة في مواجهة موسعة في هذه المرحلة، مشددا على أنه لا يوجد هدف قابل للتحقيق ولا يوجد نصر ممكن أن يحققه جيش الاحتلال في غزة.
واستدرك عبده قائلًا: "لا أشكك في قدرة إسرائيل على العدوان، هي تملك القدرة الكاملة على شن عدوان على سائر دول المنطقة؛ لكن أشكك في قدرتها على النجاح. هناك تجربة إسرائيلية في أكثر من عدوان على غزة وفي كل مرة كانت تضع على نفسها أهداف وتخرج من غزة دون تحقيق أيٍ منها".
وختم بالقول: إن "إسرائيل" تسعى في هذه المرحلة بدلًا من الدخول بمواجهة عسكرية لتمرير "صفقة نتنياهو" المسمى "صفقة العصر".
وتعمل حكومة الاحتلال بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لتمرير "صفقة القرن"، التي أكدت "إسرائيل" موافقة الدول العربية على تطبيقها، للوصول للحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما أكده المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي وصهره "جاريد كوشنير"، مبينا أن تطبيقها سيكون بموافقة رئيس السلطة أو بدونها.