أرض كنعان - الأراضي المحتلة - كتب المحلل العسكري لموقع "واللا" العبري "آفي يسسخروف"، عن التصعيد الأخير بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي على خلفية اعتداء الأخيرة على نقطة رصد للمقاومة ورد الفصائل بوابل من القذائف على طول الحدود حيث تواجدت مستوطنات الاحتلال.
وقال "يسسخروف" في مقال مترجم: "مع نهاية القتال في غزة ووقف تبادل الضربات بين الجانبين، يمكن القول إن السبب الحقيقي وراء الهدوء الحالي أكثر من أي شيء آخر هو الرغبة القوية لحماس وإسرائيل بالعودة إلى الروتين وتجنب الحرب.
وأضاف: "الدليل على ذلك هو أن الهدوء عاد دون أي تغيير خاص في الوضع الراهن، أو في تفاهمات التهدئة بين الجانبين، لقد التزمت إسرائيل وحماس بمعادلة معروفة ورؤية في قطاع غزة: وهي أن الهدوء مقابل بهدوء. ولا يريد أي طرف التصعيد."
وتابع "يسسخروف": "إذا أمكن إجراء مقارنة بين طرفي الصراع، فإن حماس والجهاد الإسلامي من جهة وإسرائيل، من جهة أخرى، خاضوا جولة من الضربات لأكثر من 24 ساعة، ولكن الطرفين كانوا متحمسين لسماع الإعلان بانتهاء هذه الجولة المستعرة بينهم".
وأوضح أن "السؤال الذي لا يزال مفتوحًا هو ما الذي تسبب في بدء هذه الجولة، كل جانب له رؤيته الخاصة، ووفقاً لمصادر فلسطينية في غزة، بدأت هذه الحادثة بعد الهجوم الإسرائيلي على موقع لحركة الجهاد الإسلامي في رفح بعد أن وُضعت العبوات على السياج الحدودي، وانتهت هذه الحادثة بمقتل ثلاثة من عناصر الجهاد الإسلامي، وفي وقت لاحق، قتل أحد نشطاء حماس في شمال قطاع غزة، من هنا يمكننا أن نرى أن الروايات مختلفة قليلاً. إن الوضع الذي تحاول حماس والجهاد الإسلامي الآن فرضه هو أن إطلاق النار على إسرائيل" إيصال رسالة لإسرائيل" بأن المعادلة الجديدة التي يحاول الجيش الإسرائيلي خلقها على الأرض غير مقبولة."
ولفت إلى أنه "بالنسبة للتنظيمات في غزه، فإن تسلل عناصر، أو عبور السياج من أجل إشعال موقع غير مأهولة، لا يمكن الرد عليه بالقصف الإسرائيلي، من وجهة نظرهم، فإن مقتل ثلاثة من ناشطي حركة الجهاد الإسلامي وناشط من حماس إثر دخوله السياج الحدودي، ومن هنا أصبحت هناك أهداف مشتركة بضرب أهداف إسرائيلية، الآن وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، تسوق المنظمتان للجمهور الفلسطيني بأن كل هذه الضربات ضد الجانب الإسرائيلي تم تنفيذها بالتعاون والتنسيق الكامل بينهما.
وأضاف المحلل العسكري الإسرائيلي: "في الواقع، قد تكون الصورة أكثر تعقيدًا، بعبارة أخرى، بعد مقتل الثلاثة، قررت حركة الجهاد الإسلامي الانتقام بتشجيع من قادة طهران، حماس، من جانبها، تجاهلت عملية الجهاد للتنفيس عن غضبها، وفيما بعد انضمت إليها حتى لا تفقد الكثير شعبيتها لدى الشعب الفلسطيني، من الناحية العملية، أرسلت حماس رسائل إلى مصر بعد عدة ساعات من بدء إطلاق الصواريخ، بأنها تريد العودة إلى وقف إطلاق النار وليس لديها أي نية لخوض حرب."
وأكد أنه "من المستحيل تجاهل الغطرسة الإسرائيلية غير الضرورية، الوزراء الكبار الذين خرجوا على الاعلام خلال الـ 36 ساعة الماضية أعطوا تصورا للعالم أن إسرائيل مظلومة وتطلب منهم الوقوف بجانبها ودعمها، ولكن حتى في إسرائيل كان من الواضح أن هناك رغبة في العودة إلى الهدوء بين غزة وإسرائيل، حتى عندما بدأ التصعيد، حرصت إسرائيل على قصف الأهداف غير المأهولة بشكل رئيسي -لم يكن هناك قتلى فلسطينيين في جميع الهجمات في قطاع غزة.
وقال: "كانت حماس والجهاد الإسلامي حريصتان على إطلاق النار في قطاع غزة حتى لا تفقد السيطرة ولا تجبر الطرف الآخر على الرد بقسوة شديدة، كان هناك أيدي خفية تحدد المكان الذي يُسمح فيه بالقصف، وعدده، حتى تهدأ الأمور والعودة لطبيعتها".
وختم: "في الخلاصة، يؤكد التصعيد الأخير كم يحاول الجانبان، حماس وإسرائيل، الحفاظ على الوضع الحالي. بعبارة أخرى، تحافظ حماس وإسرائيل على الواقع الحالي في غزة، بما أن البديل -الحرب، ومع ذلك، حتى بعد سريان وقف إطلاق النار وعلى الرغم من رغبة الجانبين في الحفاظ على الوضع الراهن، فإن الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة يؤدي إلى إمكانية نشوب حرب أخرى تحوم فوق رؤوسنا جميعا.