Menu
12:19محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن الأخرس
12:13المالكي : دعوة الرئيس بمثابة المحاولة الاخيرة لإثبات التزامنا بالسلام
12:10الاردن يعيد فتح المعابر مع فلسطين بعد اغلاق استمر لأشهر
12:07الخارطة الوبائية لـ"كورونا" بالقطاع
12:05"إسرائيل": التطبيع مع السودان ضربة لحماس وايران
12:02"اسرائيل " علينا الاستعداد لما بعد ترامب
12:01الاحتلال يقتحم البيرة ويخطر بإخلاء مقر مركزية الإسعاف والطوارئ
11:59"الاقتصاد" بغزة تجتمع بأصحاب شركات مستوردي فرش الغاز
11:51«الديمقراطية»: سيقف قادة الاحتلال خلف قضبان العدالة الدولية
11:51الوعى الاستثنائى فى فكر  د.فتحى الشقاقى
11:47قيادي بحماس يتحدث عن "أهمية رسالة السنوار لرموز المجتمع"
11:45مستوطنون يقتحمون قبر يوسف بنابلس
11:40مقتل سيدة ورجل بالرصاص في باقة الغربية واللد
11:28الإمارات تسرق "خمر الجولان" السوري وتنصر "إسرائيل" ضد BDS
11:26صحيفة: تفاهمات بين القاهرة وحماس حول آلية جديدة لعمل معبر رفح

الذكرى “12″ لانتفاضة الأقصى.. حقائق وأرقام

في مثل هذا اليوم وقبل اثني عشر عاماً، فجّر الشعب الفلسطيني “انتفاضة الأقصى” على إثر اقتحام رئيس وزراء حكومة العدو الأسبق “أرئيل شارون” برفقة حراسه و(3000) جندي إسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك.

ففي 28 من سبتمبر من العام 2000 م، استفز “أرئيل شارون” وحرّاسه مشاعر المسلمين في المسجد الأقصى، فثار المصلون وحاولوا التصدي له، فما كان من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلا أن “شمر عن ساعد الإجرام” وقام بقتل عدد من المصلين وإصابة العشرات.

وعلى إثر الأحداث الدامية في المسجد الأقصى عمّت مناطق الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة مسيرات غاضبة تطورت إلى مواجهات بالحجارة مع جنود الاحتلال، وبعد فترة وجيزة أخذت الانتفاضة طابعاً عسكرياً بحتاً.

تميزت انتفاضة الأقصى مقارنة بسابقتها –الانتفاضة الأولى- بكثرة المواجهات المسلحة والعمليات الاستشهادية لاسيما التي قامت بها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قلب كيان الاحتلال الإسرائيلي.

شهداء وتدمير

وارتقى خلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن (4412) شهيد فلسطيني فيما جرح أكثر من (48322) مواطناً، وكان من بين الشهداء قادة فصائل المقاومة كالشهيد “أحمد ياسين”، والشهيد “ياسر عرفات” الذي سممته (إسرائيل)، والشهيد “عبد العزيز الرنتيسي”، والشهيد “أبو على مصطفى”، وغيرهم الكثير من قادة الفصائل.

وانتهج الكيان الصهيوني  خلال الانتفاضة سياسة تدميرية بحق الشعب الفلسطيني، فعمدت إلى تدمير البنية التحتية الفلسطينية، وهدم البيوت بالتجريف تارة وبالقصف تارات أخرى، فضلاً على عمليات الاجتياح الموسعة التي كانت تقوم بها في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومع تصاعد انتفاضة الأقصى، أبدعت فصائل المقاومة في تطوير إمكانياتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني، فاخترعت كتائب القسام أول صاروخ محلي الصنع باسم (قسام)، ولحقتها سرايا القدس بصاروخ (قدس)، ولجان المقاومة بصاروخ (ناصر)، وكتائب شهداء الأقصى بصاروخ (أقصى)، والجبهة الشعبية بصاروخ (صمود).

خسائر فادحة

أما خسائر الكيان الصهيوني فكانت فادحة إذا ما قورنت بميزان القوى بين الجانبين، حيث لقي أكثر من (1096) إسرائيلي مصرعه بين جندي ومغتصب، فيما فاق عدد الجرحى (4500) جريح، وكما أعطبت المقاومة الفلسطينية أكثر من (50) دبابة من نوع ميركافا – الأكثر تدريعاً في العالم- ودمّرت عدد كبير من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.

أرعبت العمليات الاستشهادية في بادئ الأمر الإسرائيليين كثيراً، وخلقت توازناً للرعب رغم اختلاف الإمكانيات، ولكن بعد عملية السور الواقي التي اجتاحت (إسرائيل) خلالها مدن الضفة الغربية، ومن ثم بناءها للجدار الفاصل بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام (1948م)، تراجعت العمليات الاستشهادية كثيراً وبدأت الصواريخ محلية الصنع تشق طريقها بثبات في دب الرعب بقلوب الإسرائيليين.

وكان لانتفاضة الأقصى آثار سلبية على الصهاينة من أبرزها: انعدام الأمن في الشارع الإسرائيلي، وضرب السياحة، واغتيال وزير السياحة الصهيوني (زئيفي) على يد أعضاء من الجبهة الشعبية، ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلي (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين، إضافة إلى ضرب اقتصاد المغتصبات الإسرائيلية.

تفاعل عربي ودولي

وبالنظر إلى التفاعل العربي والإسلامي مع الانتفاضة، فعمّت المظاهرات المؤيدة للانتفاضة معظم الدول العربية مما أحرج الأنظمة الحاكمة، فتداعت لقمة عربية طارئة بعد ما يقرب من شهر على اندلاع الانتفاضة، وخرجت القمة العربية ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، مع أنها أبدت دعماً كاملاً للانتفاضة.

وبالمثل تحرك الشارع الإسلامي في مظاهرات حاشدة ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000م بقمة الأقصى وخرج بيان القمة ناقماً على الكيان الصهيوني  وناقداً لأول مرة الموقف الأميركي المتسامح مع القمع الإسرائيلي.

أطلقت جهات عربية عدة دعوات بمقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية، وشهدت الحركة الفنية عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن انتفاضة الأقصى واحتلت الانتفاضة المساحة الأكبر في أغلب الفضائيات العربية.

أما المجتمع الدولي، فخرج عن صمته قليلاً وأدان الاعتداءات الإسرائيلية والاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للجانب الإسرائيلي.

ولكن رغم ذلك، عجز المجتمع الدولي عن إيقاف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، واستمرالكيان الصهيوني بانتهاك القوانين الدولية بغير رادع.

حطمت انتفاضة الأقصى المقولة التي ادعاها الصهاينة طويلاً بأن جيشها “لا يقهر”، حيث تغلب العقل الفلسطيني والجسد المتفجر، والصاروخ على أعتا قوة احتلالية عرفها التاريخ.