أرض كنعان - غزة - ذكرت صحيفة ، أن الوفد الأمني المصري يستعد الأسبوع المقبل لجولة أخرى من مساعي المصالحة بين حركتي "حماس" و "فتح".
وتأتي هذه الجولة الجديدة للوفد المصري، بعدما طالبت الحكومة الفلسطينية حركة "حماس" بتسليمها الأراضي والقضاء ودوائر الجباية المالية في قطاع غزة.
وتعهّدت الحكومة في مقابل ذلك بضم 20 ألف موظف مدني فقط إلى سلم الرواتب، من أصل نحو 43 ألف موظف.
لكن حركة "حماس" عارضت ذلك، وأصرّت على ضم موظفيها، المدنيين والعسكريين على السواء، قبل تسليم هذه الدوائر الحيوية، حسب الصحيفة.
ونقلت "صحيفة" عن مسؤول في الحركة قوله "إذا سلّمنا كل هذه الدوائر والملفات، فإن السلطة لن تضم موظفينا، وستتركنا غير قادرين على دفع رواتبهم المتواضعة".
وأضاف "السلطة في رام الله تريد أن تدفع موظفينا إلى الثورة علينا وليس إنهاء الانقسام".
وكانت الحكومة أعلنت أخيراً موازنتها الجديدة، وقيمتها 5.8 بليون دولار، وأدرجت 20 ألف موظف ممن عيّنتهم "حماس" على سلم رواتبها، لكنها ربطت ذلك بـ "تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وتمكين الحكومة في شكل شامل في قطاع غزة".
وفيما يجري الوسطاء المصريون محادثات تفصيلية في شأن ملفات تمكين الحكومة في المال والأمن والقضاء وغيرها، يعترف المسؤولون من الجانبين في اللقاءات الخاصة، بأن التوصل إلى حلول لهذه الملفات لا يعني نهاية الانقسام، وأن العقبة الأكبر التي تهدد بانهيار كل ما تم الاتفاق عليه، لم تُبحث بعد، وهي السلاح.
وقال أحد مساعدي الرئيس محمود عباس "كل ما يجري بحثه ليس جوهر المشكلة، وإنما مظهرها".
وأضاف "المشكلة الحقيقية هي في مفهوم المصالحة وغرضها، فنحن في فتح نريد إنهاء الانقسام، بمعنى توحيد السلطة ضمن معادلة "سلطة واحدة، قانون واحد، بندقية واحدة"، أما حماس فتريد أن تلقي الأعباء المالية علينا وتواصل الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية الكاملة"، وفقا للصحيفة.
من جانبها، تقول "حماس" إن السلطة تريد منها "المستحيل"، وأوضح مسؤول رفيع في الحركة "يريدون سلاحنا الذي هو مصدر قوتنا ووجودنا... خضنا ثلاثة حروب من أجل الحفاظ على سلاحنا وحقنا في المقاومة".
وأقر بأن "حماس" أيضاً تواجه معادلة صعبة تتمثل في البقاء حركة مسلحة وفي الوقت ذاته تسليم أعباء الحكم إلى السلطة ودخول النظام السياسي.
وحسب الصحيفة، فقد تلقت "حماس" نصائح من جهات غربية بالتحول إلى حزب سياسي مثل حركة "فتح"، في مقابل دخول النظام السياسي الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة، لكن الحركة التي تبدو اليوم في أمسّ الحاجة إلى دخول هذا النظام، رفضت العرض.
وقال مسؤول رفيع المستوى فيها: "العالم يطالبنا بإلقاء السلاح من أجل رفع الحصار المتعدد عن غزة، وفي حال وافقنا فإن حركتنا ستنهار وتنقسم، وسنفقد كل شيء".
وأضاف "نحن أيضاً أمام معادلة تبدو مستحيلة، ففي حال تمسّكنا بسلاحنا فإن الحصار لن يُرفع، والسلطة لن تعود، وفي حال أبقينا عليه فإن غزة ستواصل المعاناة التي تشتد يوماً بعد يوم".