أرض كنعان - برج البراجنة - أكد أمين سر لجنة قيادة الساحة في "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، علي أبو شاهين، أن "ما تمارسه الإدارة الأمريكية من أجل تحقيق أمن ومصالح الكيان الصهيوني، هو ابتزاز رخيص، متوهمة أن ذلك سيحسم الصراع لمصلحتهما على حساب شعبنا وأمتنا، ولذلك فنحن أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى حشد كل جهود والطاقات وتقديم التضحيات لإفشال هذا المخطط الأمريكي الجديد".
وأكد أبو شاهين في لقاء الشعر المقاوم دعماً للانتفاضة والقدس، الذي أقامته حركة "الجهاد" ، أمس الجمعة، وشارك فيه عدد من الشعراء اللبنانيين والفلسطينيين في قاعة "مسجد ومجمع الفرقان" في مخيم برج البراجنة ببيروت، بحضور ممثل "حركة الجهاد" في لبنان، إحسان عطايا، وأعضاء قيادتها في لبنان، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، وحشد من الأهالي، أنه "ليس أمامنا سوى تبني خيار المقاومة، كخيار أصيل ووحيد في الدفاع عن الأرض وتحريرها، ونقول للصهاينة إنه لا سلاحكم ولا اتفاقيات الاستسلام مع المهزومين، ولا إيقاظ الفتن هنا وهناك، يمكن أن تجلب لكم أمناً وسلاماً".
وأضاف: "إننا نمد أيدينا لكل القوى الفلسطينية الفاعلة، للعمل معاً من أجل صوغ استراتيجية وطنية شاملة، تستند إلى إلغاء اعتراف المنظمة بإسرائيل، والتحلل من اتفاق أوسلو وتبعاته، ودعم المقاومة وحماية سلاحها في غزة، وتفعيلها في الضفة والقدس بالانتفاضة الشعبية الشاملة، وصولاً إلى الذروة في تصعيد الكفاح المسلح"، مؤكداً أن "القدس ستبقى عاصمة فلسطين، كل فلسطين، وأن فلسطين هي وطن الشعب الفلسطيني طال الزمن أم قصر".
واعتبر أبو شاهين أن "الشعر هو جزء من معركتنا الثقافية، التي تشكل مع الأساليب الكفاحية الأخرى، وفي مقدمها الكفاح المسلح، وسائل الصراع مع المشروع الصهيوني، وإن الغزو الثقافي الذي استخدم بدايات القرن الماضي ولا يزال، هو مقدمة دوماً لأي عدوان على الأمة أو لاختراقها واستعمارها، ويصنع شعوباً لديها القابلية للاستعمار، ببث ثقافة الهزيمة والاستسلام والخنوع".
ورأى أن "الثقافة لا سيما الأدب الثوري الذي اندلع من نار فلسطين وعشقها: كالرواية والقصيدة والأنشودة، شكَلت دوراً هاماً وملازماً للانتفاضات الفلسطينية المتتالية منذ القرن الماضي، وأن إحدى الوسائل للحرية والثورة أن نتداول الشعر الثوري الملتزم".
وتابع: "الشعر هو أكثر ما نحتاجه اليوم في مثل هذه الظروف، لمواجهة التطبيع الثقافي والإعلامي. ولاسيما في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم، قضية الأمة المركزية، من تحديات خطيرة، خاصة بعد القرار الأمريكي المشؤوم بحق القدس بداية، مروراً بالقرارات الخاصة باستهداف اللاجئين الفلسطينيين من خلال بوابة المساعدات الممنوحة للأونروا، والتي تأتي في سياق مشروع وخطة ترامب المسماة بصفقة القرن، فالقضية الفلسطينية تعيش واقعاً حرجاً ولا تحتاج في هذه المرحلة الحساسة إلى المراوغة السياسية، أو الوقوف موقف المتفرج واللامبالاة".
وأوضح أن "ما يسمى بصفقة القرن، هي في حقيقة الأمر لا تعدو كونها محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية، وليس للتسوية. أما الغطاء العربي الذي يتم تأمينه لهذه الصفقة وللأسف فهو تخل عن المقدس مقابل ثمن بخس".
ولفت أبو شاهين إلى أن "أخطر ما يواجه الأمة اليوم بالتوازي مع ذلك هو مشاريع التطبيع على كافة المستويات ومنها الثقافية والإعلامية، ولذلك فإننا ندين بشدة هذا الإصرار من بعض الفضائيات العربية على التطبيع الإعلامي، والذي يعتبر تعدياً واضحاً على منظومة القيم القومية والإسلامية التي تجرم وترفض التطبيع مع الكيان بكل أشكاله"، مكرراً أن "الحل الوحيد هو بالمقاومة وتصعيدها رداً على خيار الاستسلام والتخاذل، وهو ما حصل في العمليات البطولية الأخيرة في الضفة وغزة".
ورأى بأن "المسألة الأولى المطلوبة من الشعب الفلسطيني وفصائله هي المزيد من الصمود والتمسك بالحقوق، وتحصين المخيمات وحمايتها من أي فتنة وتعزيز الوحدة الوطنية.
والمسألة الثانية نطالب أشقاءنا اللبنانيين حكومة وشعباً وأحزاباً بأن لا يألوا جهداً في دعم وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وتمسكه بحقوقه، ما يعزز الثقة بين الشعبين ويوطد العلاقات الأخوية على أسس سليمة ومصير مشترك، وأولى هذه الخطوات الداعمة هي إقرار حقوق اللاجئين الفلسطينيين المدنية والإنسانية، أما الخطوة الثانية فهي التغيير من النظرة والمعالجة لمشاكل شعبنا في لبنان، والمتمثلة بمعاناة إنسانية واجتماعية وليس التعاطي الموضوع مع المخيمات من زاوية أمنية بحتة".