من محمود ابو عواد- أعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية (الفلسطينية)، الدكتور حنا ناصر، صباح اليوم الاثنين، انطلاق حملة تحديث سجل الناخبين، وفتح مراكز التسجيل في كافة محافظات الوطن بواقع 257 مركزاً بغزة، و 347 في الضفة الغربية والقدس، على أن تنتهي الحملة في الثامن عشر من الشهر الحالي.
وأعرب ناصر في مؤتمر صحفي عقده في فندق "الروتس" بمدينة غزة، بحضور ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية، عن أمله في أن يشكل اطلاق عملية تحديث سجل الناخبين الخطوة الأولى بالاتجاه نحو إنهاء الانقسام الفلسطيني، وإعادة اللحمة بين شطري الوطن.
ولفت ناصر إلى أن "عملية التسجيل هي بداية للعملية الديمقراطية المتمثلةً بالانتخابات، وأن التسجيل ليس هدفا بحد ذاته، وإنما التمهيد لإجراء انتخابات"، متمنياً أن "يتم التوافق بين جميع القيادات الفلسطينية على إجراء الانتخابات في موعد محدد يتم إقراره".
وقال:"من الضروري جداً ان يكون سجل الناخبين، مكتمل ونأمل ان ينتهي بعد اسبوع من الآن، ونحتاج لستة اسابيع أخرى للتأكد من الأسماء والبيانات الجديدة"، مشيراً إلى أن اللجنة ستقوم بتقديم كافة البيانات للفصائل الفلسطينية المختلفة في إطار "العمل الشفاف والمهني للجنة".
وتابع "لدينا حوالي مليون ونصف المليون شخص، مسجلين في الضفة وقطاع غزة حتى الان، من بينهم مليونا في الضفة ونصف مليون في قطاع غزة"، مبيناً أن "النسبة في غزة السنوات السبع الاخيرة كانت نحو 84% وقد أصبحت مؤخراً 62% لعدم تحديث السجل منذ سبع سنوات، وأن النسبة في الضفة تزدادا بشكل متكامل".
وأوضح رئيس لجنة الانتخابات المركزية، أن الفئات المستهدفة من تحديث سجل الناخبين، هم الذين بلغوا سن السابعة عشر، ويحق لهم التسجيل والاقتراع، في حال بلغوا الثامنة عشر، حين يتخذ القرار بإجراء الانتخابات، بالإضافة لمن كانوا خارج الوطن أو كان لهم نظرة سياسية مغايرة للواقع الحالي، وفئة المواطنين ممن غيروا أماكن سكناهم.
وبين ناصر أن هناك فئة من المواطنين سجلت حين نشأت ما عرف باللجنة العليا للانتخابات، مشيراً إلى أنه يتوجب عليهم التسجيل مجدداً لدى لجنة الانتخابات المركزية لعدم وجود أسمائهم ضمن السجل الانتخابي لدى اللجنة.
ودعا ناصر المواطنين الفلسطينيين في كافة محافظات الوطن للمشاركة في تحديث سجل الناخبين، مشيداً بدور الفصائل الفلسطينية التي بدأت بالدعوة لإنجاح هذه العملية التي اعرب عن امله في ان تنتهي خلال فترة تمتد من 4- 6 أسابيع بهدف معالجة البيانات.
وأضاف "بغض النظر عن المسار السياسي، ان تعثر وان لم يتعثر، نحن سائرون بهذا المسار .. مسار الانتخابات، وهو ضروري جدا، ونأمل أن تجري انتخابات، وتعود الديمقراطية لفلسطين كما تعودنا عليها".
وحول محادثات القاهرة الأخيرة، لفت ناصر إلى أن عمل لجنته يرتكز على العمل المهني وتعمل في اتجاه معين بغض النظر عما يحصل في القاهرة، مبيناً أن المحادثات لم تنهار وأنها تسير بالشكل المطلوب.
من جهته أعرب الناطق باسم حركة حماس في قطاع غزة، سامي أبو زهري، عن أمله في أن يشارك المواطنون في القطاع، في عملية تحديث السجل الانتخابي، مشيرا إلى أن حركته بدأت حملة توعية إعلامية كبيرة، استغلت فيها كل السبل، من خلال الملصقات والمنشورات في الشوارع والمساجد والانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لدعوة المواطنين من اجل تحديث سجلاتهم الانتخابية.
وقال أبو زهري " نأمل أن تسير الأمور بشكل ايجابي، ونحن جادون لطي صفحة الانقسام، والتوجه لاتفاق شامل ينتهي بانتخابات فلسطينية عامة".
ورحب القيادي في حركة فتح ومسؤول العلاقات الوطنية فيها، عاطف أبو سيف، بالخطوات الأخيرة التي اتخذت على الأرض بشأن عمل لجنة الانتخابات، وقال: " هذا يوم مشهود في تاريخ شعبنا الذي يريد إنهاء الإنقسام".
وأوضح أن فتح تنظم حملات إعلامية مكثفة عبر عناصرها، والأقاليم التابعة لها، وكذلك من خلال الانترنت، لدعوة المواطنين، وحثهم على المشاركة الفاعلة في تسجيل أسمائهم تمهيداً للمضي مستقبلاً بانتخابات فلسطينية.
وتتوزع الدوائر الانتخابية في قطاع غزة، التي تبلغ 257 مركزاً، بواقع 34 في رفح، و50 في خانيونس، و34 في المنطقة الوسطى، و87 في غزة، و 52 في شمال القطاع.
وأعلنت لجنة الانتخابات عن فتح خط مجاني لاستقبال مكالمات واستفسارات المواطنين حول عملية تحديث السجل الانتخابي من خلال الاتصال على الرقم 1800300400.
وتشير تقديرات معهد العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) أن نحو 890 ألف شاب/ة في الفئة العمرية بين 17 و 26 عاماً، لم يسجلوا للانتخابات منذ عام 2006، حيث بلغ عددهم في قطاع غزة نحو 360 ألف شاب/ة، مقابل 530 ألفا في الضفة الغربية.