Menu
19:32ظهور أعراض كورونا على أسرى مخالطين بسجن "جلبوع"
19:30مجلس الوزراء يتخذ عدة قرارات مهمة تتعلق بمساعدات متضرري كورونا والتقاعد المبكر ومشاريع المياه
19:26إصابة القائد القسامي عباس السيد بفيروس "كورونا" داخل سجون الاحتلال
19:23شاهد: الجيش الاسرائيلي يزعم اعتراض طائرة مُسيرة من قطاع غزة
19:21داخلية غزة تنشر كشف المسافرين المغادرين عبر معبر رفح البري ليوم غد الثلاثاء
19:20سلامة معروف: أصبحنا على مشارف الخط الأحمر لانتشار كورونا بقطاع غزة
14:56ما الفرص الاقتصادية التي ستجنيها إسرائيل من اتفاقها مع الإمارات؟
14:53اعلام الاحتلال: مقاتلات سلاح الجو تلاحق حوامة قادمة من قطاع غزة
14:47بدء صرف القسائم الشرائية لـ 23300 أسرة فقيرة في غزة
14:43بالصور.. بدء وصول أعداد من المواطنين العائدين لغزة عبر معبر رفح
14:41حفرة القيادة الشمالية؛ المكان الذي تدار فيه المعركة أثناء القتال في الشمال"
13:51فصائل المقاومة: سنسقط كافة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا بدءاً من وعد بلفور وحتى وعد ترامب.
13:20الصحة : 4 وفيات و749 إصابة بكورونا خلال ال24 ساعة الماضية بعد فحص 4485 عينة وتعافي 438 حالة
13:18ضمن مشروع "وادي السيليكون": الاحتلال يصادق على هدم 200 منشأة فلسطينية بالقدس
13:09قلق من اندلاع مُواجهة مع غزّة.. ديختر: ترسانة حماس تعززت والجهاد بات يُشكِّل خطرًا تكتيكيًا على إسرائيل

تحويلة العلاج.. طريق شائك يقطف أرواح أطفال غزة

أرض كنعان - غزة /  ماذا تريدين يانهيل؟ وإلى أين تريدين الذهاب؟ هذه العبارات كانت دائما تتردد على لسان والدة الطفلة نهيل الثلاثيني ابنة الثماني أعوام، والمريضة بورم في الرأس تدلى للوجه ومن ثم للحلق وتسبب بعمى لها، وجلست بانتظار تحويلة العلاج خارج غزة أكثر من شهرين متواصلين دون رأفة بحالتها الصحية التي تدهورت وساءت كثيرا بفعل التأخير في إصدار التحويلة.

كانت الطفلة على يقين كبير بأنها ستلاقي ربها وكانت تجيب على والدتها بإشارة من اصبعها نحو السماء، فتنفجر الأم بالبكاء، ولا تكاد تتوقف حتى تستمع لحديث من يحيطون بها بأن الله قادر على كل شيء، وأن الدعاء والصدقة طريق للشفاء، وإذا ما أراد الله بعبد سوء فهو قضاء وقدر كتب عليه.

لم تعد تضحك ولم تعد تشارك أبناء عمومتها وصديقاتها اللعب.. كانت تطلب من والدتها وهي على فراش الموت أن تحمل بيديها شقيقتها الطفلة ذات الأربع شهور وأن تلقي عليها النظرة الأخيرة، ولكن تفشي المرض سرعان ما غيبها عن هذه الدنيا.

تقول والدتها:" شعرنا بالفرحة الممزوجة بالدموع حينما صدرت تحويلة طفلتي بعد شهرين، وكنا على أمل شفائها من مرضها، لكن الأطباء في الجانب الإسرائيلي أكدوا أن مرضها وصل لمرحلة خطيرة جدا وأن حالتها ميئوس منها، وأنه لا يوجد لها علاج هناك".

وعقب إعادة الطفلة إلى قطاع غزة بعد فقدان الأمل في تقديم أي خدمة طبية لها، فارقت الحياة تاركة خلفها ألما وحزنا كبيرين في نفس كل من رآها وداخل عائلتها أيضا، بسبب التأخير في اصدار تحويلتها الطبية من رام الله لفترة جعلت المرض يتمكن منها كثيرا.

رفض من الاحتلال

لم تكن حالة نهيل الأولى، فهناك الكثير من المرضى الأطفال ينتظرون مصيرهم، وهم يقبعون داخل مشافي غزة، وعلى أسرة المرض الذي افترس أجسادهم الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة، لكن هذه المرة الرفض من الاحتلال الإسرائيلي بحجج واهية لا مبرر لها.

يقول جد الطفلة رودينا أبو اخريس ذات الخمسة أعوام:" إنها ولدت بقلب مشوه وفيه ضمور، وتم إجراء عملية جراحية لها بعد عام "وصل شريان من القلب للرئة "، وبالرغم من تحسن حالتها بشكل بسيط إلا أنها عانت من نقص في الاكسجين ".

وعقب عودة رودينا برفقة والدتها إلى غزة، اكتشف الأطباء وجود قصور في الغدة الدرقية لديها مما تسبب بانتكاسة لها، وهو ما اضطر العائلة للمراجعة بها عقب انتهاء العدوان على غزة عام 2014 ولكن الاحتلال كان يرفض في كل مرة بحجة المنع الأمني وبحجة أن الأولوية للمصابين فقط.

ويضيف جد الطفلة :" سابقا كان الرفض يخص العائلة، ولكن الآن الاحتلال يتحجج بالطفلة وأن المنع بحجة الفحص الأمني، ونحن نعاني منذ أكثر من 3 سنوات من أجل تحويلها للمراجعة والعلاج في تل هاشومير الإسرائيلي دون أن نتلقى أي رد أو موافقة"، موضحا بان الطفلة لا تتحدث ولا تمشي على قدميها ولديها مشاكل في السمع.

وتعتبر رودينا وحيدة والديها، حيث بذل جدها الكثير في سبيل علاجها، مما دفعه للتوجه لمؤسسات حقوق الانسان بغزة وداخل الأراضي المحتلة لكن دون أي فائدة، راجيا من الله أن يتم السماح لحفيدته بالعلاج كي تتخلص من أمراضها التي استوطنت داخل جسدها الصغير.

وشهد عام 2017 وفاة 24 مريضا فلسطينيا بينهم أطفال، بسبب وقف التحويلات الطبية من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله، والتأخير في إصدارها للمرضى ذوي الحالات العاجلة، فيما يتهدد الموت آلاف الحالات المرضية في قطاع غزة من بينهم عشرات الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، وفق ما ذكره الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدوة.

وكانت وزارة الصحة بغزة قد حذّرت من ارتفاع أعداد المتوفين من المرضى والأطفال جراء وقف مماطلة السلطة الفلسطينية في إصدار التحويلات العلاجية لمرضى القطاع، وهي ضمن مجموعة الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة ضد قطاع غزة.

وفي نفس الإطار، ذكرت مصادر محلية أمس الثلاثاء، أن أميرة الهندي مسؤولة العلاج في الخارج أقيلت من منصبها كمسؤولة للعلاج في الخارج في رام الله.

ووفقاً للمصادر، فقد تم تكليف الدكتور عبد الناصر دراغمة مديراً عاماً لدائرة العلاج في الخارج بدلاً من الهندي، التي جرى تعيينها مستشارة لوزير الصحة.

وكانت شكاوى كثيرة من ذوي المرضى في غزة والضفة بحق الهندي، حيث يتهمها المرضى بعرقلة وصول المرضى من قطاع غزة للضفة لتلقي العلاج، الأمر الذي أدى في بعض الأحيان لوفاة بعض المرضى نتيجة التقصير في التعجيل في بعض التحويلات الطبية.

وما بين مماطلة السلطة في رام الله وما بين إجراءات الاحتلال التعسفية ومنع المرضى من العلاج خارج القطاع المحاصر يبقى المواطن الفلسطيني المريض يدفع الثمن باهظا، ويدفع حياته ثمنا لذنب لم يقترفه.