أرض كنعان - غزة / قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغل اللاجئين "أونروا" سامي مشعشع، "إن القرار الأميركي بتقليص تبرعات واشنطن للوكالة لن تؤثر على الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة أو عملها"، لافتًا إلى أن الخدمات الأساسية في التربية والصحة والتعليم والتحويلات الطبية والمواد الغذائية والإقراض وغيرها ستبقى كما هي.
ولفت مشعشع في تصريح صحفي ، إلى أن "الوكالة في وقت سابق مرت بأزمات كثيرة"، مستدركًا أن الأزمة التي تمر بها الأونروا هي الأصعب منذ 70 عامًا.
وتابع بأن "التقليصات بلغت من 350 مليون دولار في العام 2017 إلى 65 مليون دولار لهذا العام، ولا نستطيع أن نتوقع إن كانت هناك دفعات أخرى لهذا العام أم لا"، مشيرًا إلى وجود شروط من قبل الطرف الأمريكي لزيادة المبلغ.
وشدد على ضرورة ألّا ينعكس الفشل السياسي في حل قضية اللاجئين على إمكانية الأونروا في الوفاء بالتزاماتها للاجئين.
وأشار إلى أن الوكالة أطلقت اليوم حملة بعنوان "الكرامة لا تقدر بثمن"، تهدف لزيادة مستوى التبرعات للوكالة، من خلال توسع رقعة الدول المتبرعة.
وتابع أنه من خلال هذه الحملة ستكون هناك جهود للوصول لدول لا تدعم الوكالة من قبل، داعيًا الدول التي تتبرع بزيادة تبرعاتها.
وأشار الى أن الأمين العام للأمم المتحدة يحاول جاهدًا من أجل زيادة التبرعات، مؤكدًا على وجود جهود حثيثة مع البنك الدولي المركزي والصناديق الدولية والقطاعات الخاصة في هذا الإطار.
وشدد على أن الوكالة لن تُغلق أبوابها وستبقى على رأس عملها مهما كانت الأزمات وستستمر في خدماتها حتى تُحل قضية اللاجئين .
وأطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الاثنين، حملة دولية لسد العجز المالي في ميزانيتها عقب القرار الأميركي بتقليص الدعم الذي تقدمه للأونروا إلى النصف.
وقال بيير كرينبول مدير عمليات الأونروا في مؤتمر صحفي بغزة، بأن إطلاق هذه الحملة جاء بسبب التقليص الدراماتيكي الذي قامت به الولايات المتحدة المقدمة للأونروا، مشيرا إلى أن القرار الأميركي كان مفاجئا وضارا في نفس الوقت.
ولفت إلى أن الأونروا تعيش في أزمة غير مسبوقة، إلا أنها ستواصل مهامها بعد تجديد تفويضها من قبل الهيئة العامة للأمم المتحدة بأغلبية دعم الدول. مشيرا إلى أن عمل منظمته الأممية يلقى احتراما دوليا كبيرا، وسط حالة تضامن كبيرة مع اللاجئين في العالم.
ووجه رسالة للاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم قائلا "نحن نقف إلى جانبكم اليوم كشهاد لقضيتكم التاريخية وإلى جانب حقوقكم أيضا". مشددا على أن مدارس وعيادات الأونروا ستبقى مفتوحة وأنها ستستمر في تقديم خدماتها رغم التحدي الكبير الذي تواجهه.
ودعا كل المؤسسات وأصحاب النوايا الطيبة بالتبرع للأونروا لسد العجز المالي الجديد. مشيرا إلى أن إطلاق اسم "الكرامة لا تقدر بثمن" على حملة التبرعات تأكيدا على أن الكرامة تعني الشرف والاحتلال. داعيا كافة الجهات إلى النظر لاحتياجات اللاجئين والشجاعة التي يتمتع بها أطفال اللاجئين في حلب وحمص وجنين والجلزون وبيت حانون وخانيونس وغيرها. قائلا "تعالوا لنستمع إلى رغباتهم وأن يتم الاعتراف بمهاراتهم والتزامهم، وأنتم حينها ستعيدون اكتشاف ما تعنيه كلمة كرامة".
وأضاف "كل إنسان على وجه الأرض يجب أن يتم التعامل معه باحترام وكرامة وهذا يشمل أيضا اللاجئين الفلسطينيين، لمدة 70 عاما حرم هؤلاء اللاجئين من تغييب حقوقهم بسبب غياب الحل السياسي، غاب عنهم هذا الاحترام والحق في حقوقهم، كبشر لا يمكن لأي شخص أن يحرمهم من احترامهم على نفسهم ويجب أن يتمتعوا بحقوقهم مثل أي شخص آخر".
وتابع "نحن ندعو كل الأشخاص والناس أن يساعدونا وأن يمكنوا الأونروا من تنفيذ التزاماتها تجاه اللاجئين لإبقائهم أحياء، كرامتهم لا تقدر بثمن ودعونا نجعل هذه الحملة تنجح وأن تكون عنوانا للنجاح أيضا".
وأكد على أن الأونروا مصممة على مواصلة عملياتها حتى الوصول لحل عادل لقضية اللاجئين، مشيرا إلى أنه يرى حالة من خيبة الأمل والإحباط في مخيمات اللاجئين في غزة وسوريا وغيرها ما قد يخلق نوع من التوتر. مضيفا: "لكن نحن منظمة نعطي الأمل من رفح إلى حلب وسنواصل إعطاء هذا الأمل".