أرض كنعان - غزة / صعدت حكومة الاحتلال سياستها في تهويد مدينة القدس في حملة شرسة ضمن مخطط تهويد مدينة القدس، مستغلة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل) لفرض واقع جديد في المدينة وبسط سيطرتها عليها بطرق عديدة.
ومنذ إعلان ترمب بدأت حكومة الاحتلال في تنفيذ القرار على الأرض الواقع من خلال هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية؛ وذلك بهدف تغيير معالم المدينة وتهجير الفلسطينيين منها، لبسط السيطرة الكاملة على المدينة.
ولا شك أن سياسة هدم منازل الفلسطينيين في القدس شكلت أداة ذات أهمية كبيرة استخدمتها حكومة الاحتلال لفرض سيطرتها وفي سبيل ترسيخ الوجود (الإسرائيلي) من خلال الحصول على أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية ومحو الوجود الفلسطيني فيها.
وأقدمت حكومة الاحتلال خلال الأيام الماضية على توزيع، دفع جديدة من اخطارات الهدم الادارية لعدد من منازل المواطنين في بلدة العيسوية وسط المدينة المقدسة، تحت حراسة من الشرطة (الإسرائيلية)، في الوقت الذي تصور طواقم بلدية الاحتلال عددا من المنازل في ضواحي القدس، قبل أن توزّع اخطارات الهدم والاستدعاءات.
تهجير المقدسين
زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، قال إن سياسة هدم المنازل مستمرة منذ سنوات، وأصبحت الآن بعد قرار ترمب بوتيرة أعلى عن السابق في تهويد المدينة المقدس.
وأوضح الحموري ، أن أبعاد سياسة الاحتلال في هدم المنازل المقدسين بدأت تتضح شيئاً فشيئاً، حيث تتذرع بعدم وجود تراخيص في إطار إنتهاجها لسياسة التهويد.
وأشار إلى أن الاحتلال يهدم منازل المقدسين في حي العيساوية وحي الصوانة، لبناء عدد من المستوطنات، وكنائس، ومشروع ما يسمى بـ "الحدائق التوارتية".
وتوقع الحموري أن تشهد المدينة خلال المرحلة المقبلة المزيد من عمليات هدم المنازل لتنفيذ المشروع (الإسرائيلي) الخطير وخاصة في المناطق المحيطة به.
وأكد أن الخطة الأساسية للاحتلال هي تهجير المقدسيين من خلال انتهاج سياسة الهدم، ووفق الإحصائيات حكومة الاحتلال فهناك 25 ألف منزل صدرت بحقهم قرارات هدم صادرة عن محاكم الاحتلال ويمكن تنفيذها بأي وقت.
ولم يستبعد الحموري أن يكشف الاحتلال المزيد من مخططاته التهويدية في القدس.
حملة شرسة
أما عضو لجنة المتابعة في العيساوية محمد أبو الحمص، قال إن حكومة الاحتلال تقود حملة شرسة لهدم منازل المقدسين بوتيرة أعلى عن السابق خاصة بعد قرار ترمب.
وأوضح أبو الحمص ، أن على مدار الأيام الماضية وزعت بلدية الاحتلال العشرات من الإخطارات للمقدسين لهدم منازلهم، مشيرا إلى أن الاحتلال منع استخدام منشآت أو استكمال البناء فيها.
وأكد أن الحملة (الإسرائيلية) ضد أهالي قرية العيساوية ما زالت مستمرّة، كما تم منعهم من التصوير، مشدد على أنه رغم إجراءات الاحتلال التعسفية، إلا أن أصحاب الأراضي بالمنطقة لا زالوا صامدين في أراضيهم.
وبين أبو الحمص أن سلطات الاحتلال تعطل كل الإجراءات القانونية والحصول على الخارطة الهيكلية لبلدة العيساوية، وعلى رخص البناء بهدف تشريد المقدسيين، وإجبارهم على ترك مدينتهم.
وأدان أبو الحمص انتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين وممتلكاتهم، مؤكدًا أن الاحتلال يتمادى في اعتداءاته على المقدسيين، نظرًا لعدم وجود رادع قانوني من قبل المؤسسات القانونية والحقوقية والسلطة يضع حدًا لهذه الاعتداءات.
وعلى مدار السنوات الماضية تتعرض مدينة القدس لهجمة شرسة من حكومة الاحتلال؛ بهدف تهجير أهلها المقدسيين الصامدين وتقليص وجودهم من خلال عملية هدم المنازل في ساعات الفجر الأولى دون سابق إنذار بحجة عدم الترخيص.