قال الباحث تسفي ماغين، المختص في الشؤون الاستراتيجية، والذي يعمل باحثا كبيرا في مركز ابحاث الامن القومي الاسرائيلي التابع لجامعة تل ابيب، ان الحرب الدموية في الشرق الاوسط تلوح في الافق، مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي لوحده قادر على تدمير البرنامج النووي الايراني، مشددا على ان الضربة العسكرية الاسرائيلية ستكون ضربة جوية فقط، مشددا على انه يُقدر بان الضربة ستكون قاصمة لبرنامج ايران.
واضاف ماغين في حديث ادلى به لمعهد فالداي للابحاث الدولية في موسكو (Valdai International Discussion Club)، ونشره المركز على موقعه، انه في معظم الاحيان اتخاذ القرار بالتوجه الى الحرب يكون سيئا، ولكن في الحالة الايرانية، زاد ماغين قائلا، فان الوضع يختلف، ذلك ان الحديث يدور عن دولة تطمح الى الحصول على سلاح نووي لاستعماله ضد الدولة العبرية بهدف القضاء عليها، مشيرا الى ان القرار الاسرائيلي في هذه القضية هو بمثابة نكن او لا نكون، لان اسرائيل لا يُمكنها انْ تتحمل وجود دولة معادية مثل ايران وتملك الاسلحة النووية، وبالتالي فان الامر يُحتم على صناع القرار في تل ابيب، برأي الباحث الاسرائيلي، اتخاذ جميع التدابير العسكرية لدرء هذا الخطر الوجودي المحدق بالدولة العبرية، على حد تعبيره، مؤكدا على ان هذا هو موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
واضاف ماغين ان العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت عدم جذوتها، لان طهران تواصل بناء مشروعها النووي. وفي معرض رده على سؤال في ما اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ستتدخل في الهجوم الاسرائيلي على ايران، رد ماغين بالقول ان الامر يتعلق بالرد الايراني، فاذا اقتصر الرد العسكري الايراني على ضرب اهداف اسرائيلية فقط، فان واشنطن ستقف على الحياد، اما في حالة قيام طهران بمهاجمة الاهداف الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، وتحديدا في منطقة الخليج العربي، فانه من الطبيعي، اضاف الباحث، انْ تقوم امريكا برد عسكري قاسٍ ضد ايران، على حد قوله.
اما حول رايه بالنسبة للموقف الروسي في حال لجوء الدولة العبرية الى الخيار العسكري فقال ماغين ان اسرائيل تتوقع تفهما من موسكو لقرارها بتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الايراني، لافتا الى ان روسيا هي ايضا دولة عظمى، واسرائيل تتوقع منها ان تحافظ على مبدأ عدم التدخل في هذه الحرب، والتزام الحياد، على حد قوله.
اما في ما يتعلق بالقوات الاسرائيلية التي ستُشارك في الضربة العسكرية فاجاب ماغين قائلا لمحاوره انه لا يفهم في الشؤون العسكرية وليس مطلعا على التقارير التي تملكها الاجهزة الامنية في الدولة العبرية، ولكن مع ذلك اضاف انه يعتقد بان القوات البرية الاسرائيلية لن تُشارك بالمرة في الضربة العسكرية، بل ان هذه المهمة ستكون من نصيب سلاح الجو الاسرائيلي، الذي سيقوم بتنفيذ المهمة على احسن وجه، وسيتمكن من تدمير البرنامج النووي الايراني، بكلمات اخرى، اوضح ماغين، ان في تصوره ستقوم اسرائيل بغارات جوية على المنشات النووية الايرانية، وستنجح في المهمة، على حد قوله.
اما في ما يتعلق بتوقيت الضربة، وفي ما اذا ستتم هذا الخريف، كما نشرت بعض وسائل الاعلام نقلا عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الامن، ايهود باراك، فقال الباحث الاسرائيلي انه من الصعب التحدث عن توقيت معين لتنفيذ الضربة ضد برنامج ايران النووي، ذلك ان الامر يعتمد في ما يعتمد على التقدم الحاصل في المشروع النووي الايراني، مضيفا انه لن تكون مشكلة لدى نتنياهو في تمرير القرار بشن الحرب على ايران في المجلس الوزاري الامني المصغر (الكابينيت)، زاعما ان امتلاك ايران لاسلحة الدمار الشمال لا تهدد اسرائيل فقط، انما تُشكل خطرا على منطقة الشرق الاوسط برمتها، وحتى على روسيا ايضا، وعلى الدول الاوروبية، على حد قوله.
وعبر ماغين عن استيائه العميق من المجتمع الدولي، الذي يواصل الرهان على نجح المفاوضات مع ايران، التي تقوم باعمال الغش والخداع خلال هذه المفاوضات، مشددا على ان اسرائيل لا يُمكن انْ تسمح لنفسها باستمرار هذه المفاوضات التي ستمنح ايران الفرصة لتطوير مشروعها النووي وحتى الحصول على القنبلة النووية، اذ انه يتحتم على الدولة العبرية انْ تحمي نفسها بنفسها، لان المشروع الايراني موجه اولا واخيرا ضد اسرائيل، على حد قوله.
كما سُئل الباحث الاسرائيلي خلال اللقاء عن موقف المملكة العربية السعودية في حال قيام اسرائيل بتوجيه الضربة العسكرية لايران، فرد بالقول انه من الطبيعي انْ تُصدر الرياض بيانا يستنكر ويشجب ويُدين الهجوم الاسرائيلي، ولكن المملكة لن تفعل اي شيء اكثر من ذلك، ولن تتخذ اي اجراءات ضد تل ابيب، على حد رأيه.